لم يكن يدري السعودي محمد لباد أن رحلة سياحية إلى سلطنة عمان مع عائلته سوف تتحول إلى مأساة بطلتها ابنته الطفلة زينب، ذات السنوات الأربع. ففي الفندق الذي تقيم فيه العائلة التي تعود إلى العوامية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، في ولاية مسلدم بسلطنة عمان كان هناك أحد الأفراح وكما هو معتاد أطلق ذوو العروسين طلقات نارية تعبيراً عن البهجة، فاستقرت إحداها في رأس الطفلة. زينب التي ذهبت مع والدها ووالدتها كانت تلهو مع شقيقها «ميرزا» في حديقة الفندق أمس الأول السبت، وكان الوالد يتابعهما من نافذة الغرفة المقيمين بها، غير أن الأخير سمع صوت صراخ متقطع من ابنه بإصابة زينب في رأسها وعلى الفور هرول الأب إلى الحديقة ليشاهد الدماء تسيل من رأس ابنته، فظن أنها إصابة نتيجة سقوطها أثناء اللعب، لكن الابن صرخ مجدداً وأكد لوالده أن الإصابة نتيجة رصاصة خرجت من العرس المقام في الفندق. حمل الاب ابنته زينب إلى أحد المستوصفات المجاورة في الولاية وبعد إجراء الكشف والفحوصات، وعمل أشعة على الرأس تبين صدق ما رواه الابن الصغير لوالده، ليتم بعدها نقل الطلفة بطائرة هليكوبتر، من ولاية مسلدم إلى العاصمة مسقط وإدخالها مستشفى النهضة، وبعد عمل أشعة مقطعية وفحوصات تبين أن الرصاصة اخترقت الرأس لتستقر خلف العين بالقرب من الجيوب الأنفية في الجهة اليسرى من الرأس. ويؤكد محمد لباد في تصريحات هاتفية ل «الشرق» أن حالة ابنته مستقرة، لكنها تعاني من تورم في أعصاب العين. ويقول لباد إن الجراح أشار إلى إمكانية إخراج الرصاصة من الفك العلوي، مشيراً إلى استقرار شظية أخرى في منطقة الدماغ. وطالب لباد بإنهاء الإجراءات بشكل سريع ليتم نقلها من مسقط إلى مستشفى العيون التخصصي في الرياض؛ إذ يؤكد الأطباء أن حالتها لا تمنع نقلها سريعاً إلى أي مستشفى متخصص. ويلفت لباد إلى متابعة سفارة المملكة في مسقط لحالة طفلته؛ إذ يوجد مندوب منها معه في المستشفى بشكل دائم، مشيراً إلى أن المندوب حصل على جميع التقارير والأشعة لرفعها لوزارة الخارجية، حتى يتسنى نقلها للرياض بأسرع وقت. وكان لباد غادر المنطقة الشرقية لقضاء إجازة العيد في دولة قطر، وتوجه منها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها لسلطنة عمان ووصلها الجمعة الماضي، لتصاب ابنته أمس الأول السبت في الثانية ظهراً.