يحكى أنه في العصر الدرامنتيكي: أن شابا عاش في هذا العصر من سوء حظه، حيث كان شغوفا بالعلم، وليحقق طموحه كان لابد من أن ينتسب لأحد الصروح العلمية العملاقة في بلده، لكن مثل هذه الجامعات لا تستطيع أن تلتحق بها إلا وقد خسرت مالك وجهدك وحتى كرامتك. بدأ مشواره الصعب الذي يحتاج لرجل متسلح بالصبر، حتى يستطيع مواجهة المصائب والعقبات والمشكلات المعترضة هنا وهناك. تقدم لساحة النزال وبدأت عملية التنفير والإكراه، حيث وضعت شروط تعجيزية لا يرضاها حتى من فقد عقله قبل عشرين عاما. ليلتحق بالماجستير قالوا له التالي: أولا: لابد من دراسة عام كامل في الجامعة، مكون من فصلين، كل فصل تقريبا ست عشرة ساعة. ثانيا: لا بد أن تكون أيام الدراسة أربعة أيام وتبدأ من الساعة الرابعة عصرا وحتى التاسعة والنصف مساء. ثالثا: حتى تستطيع أن تلتحق بالماجستير لابد من تحقيق معدل 4 من 5 على الأقل. رابعا: دفع مبلغ وقدره 10000 ريال مقدما وقبل دراسة هذا الدبلوم وهو غير مسترد. خامسا: هذا الدبلوم غير معتمد حكوميا، ولا يحقق لك شيئا أبدا عدا أنه يفتح لك المجال للقبول بالماجستير. سادسا: في حال تحقيق كل الشروط السابقة فإنك ملزم كغيرك بأداء الاختبارات المطلوبة للماجستير، وفي حال تجاوزك لها يتم اختيار عدد معين لمقاعد محدودة قد تكون منهم وقد لا تكون. الغريب ليس هنا بل الغريب أنه وافق ثم تجاوز كل تلك الشروط بقدرة قادر، وتم اختياره لدراسة الماجستير. لكن حظه العاثر لم يدع له فرصة أن يلتحق بما أراد، حيث صدر قرار إيقاف الدراسة في الجامعات. هكذا هو موظف ذلك العصر، يصدر القرار وكأنه يتناول كأسا من الماء.