كثيرة هي الجمعيات الخيرية وقليل هو نتاجها، فجهودها تتفاوت بعطاء وجودة القائمين عليها، لا ننكر أن لبعضها فاعليتها في خدمة المجتمع، إلا أن كثيراً منها نسمع عنها اسماً ولا نراها فعلاً، فمنذ زمن وهي تعمل على دعم الأسر المحتاجة ولكن بصورة لا تفي بالاحتياج الفعلي لتلك الأسر، وما زالت تعمل على نفس الوتيرة دون تفكير جدي في تحويل تلك الأسر من محتاجة إلى منتجة. ومع وجود الدعم الحكومي للجمعيات الخيرية فالمسؤولية على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية كبيرة لإعادة النظر في صياغة منهجية الجمعيات الخيرية لتصبح جمعيات اجتماعية بحتة تكون أولوياتها ليس دعم الأسر المحتاجة فحسب، بل تحويلها إلى منتجة، وتنفيذ برامج اجتماعية تسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى التشجيع على الأعمال التطوعية ودعمها وليس الاكتفاء بصرف الإعانات وربط حاجات الأسر بما تجود به عليها الذي يصل في بعض الحالات إلى جرح الكرامات. ستكون خطوة ناجحة عندما يكون هناك بوابة إلكترونية تستعرض كل برامج الجمعيات الخيرية وميزانية كل برنامج حتى يستطيع رجال الأعمال وراغبو فعل الخير الاطلاع عليها ودعم ما يمكن دعمه منها ومتابعة سير الدعم تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، فالغموض في برامج بعض الجمعيات يعد سبباً في عزوف فاعلي الخير عن الدعم.