حذر مجلس التعاون الخليجي من مساعٍ يبذلها نائب رئيس الجمهورية العراقية، نوري المالكي، لتخريب العلاقات بين بلده والدول العربية وفصل بغداد عن محيطها العربي الطبيعي خدمةً لمصالح أجنبية وغير وطنية، في وقتٍ نوَّهت منظمة التعاون الإسلامي بالدور السعودي الفاعل في الحرب على الإرهاب رافضةً اتهام الرياض بعكس ذلك. واستنكر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة، التصريحات التليفزيونية الأخيرة لنائب رئيس العراق تجاه المملكة العربية السعودية، واصفاً إياها ب «تصريحات لا مسؤولة وباطلة ومشينة لا تساعد على تعزيز العلاقات الخليجية- العراقية» ومبدياً ارتياحه للتوضيحات الصادرة بشأنها من رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة العراقيتين. واعتبر الزياني، في بيانٍ له أمس، هذه المواقف الاستفزازية وغير الواقعية جزءًا من مساعي المالكي المعروفة والمكشوفة للجميع لتخريب علاقات بغداد بأشقائها وفصلها عن محيطها العربي الطبيعي خدمةً لمصالح أجنبية لا تمت بصلة لمصالحها الوطنية، لافتاً إلى الدور السعودي الواضح في مكافحة الإرهاب ومشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في الأراضي العراقية والسورية بما يساعد على تعزيز القدرات الدفاعية للعراق ويحفظ وحدة شعبه ويوفر له الحماية. وفي وقتٍ ندد أمين عام «التعاون الخليجي» بمواقف نائب رئيس الجمهورية العراقية؛ فإنه شدَّد على حرص دول المجلس على تعزيز علاقاتها مع بغداد «بعد سنوات من التوتر الناتجة عن السياسات التي تبنَّاها المالكي». وعبَّرت منظمة التعاون الإسلامي عن موقفٍ مماثل؛ إذ وصفت ما ذهب إليه المالكي بموقفٍ غير مسؤول «خاصةً مع صدوره من مسؤول يتولى منصباً رفيعاً»، ملاحظةً تعارُض ما أدلى به لقناةٍ تليفزيونية مع ميثاق المنظمة الداعي إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء على أسس العدل والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما أكدت التعارض بين هذه التصريحات والواقع «بالنظر إلى ما تضطلع به المملكة من دور فاعل ومُقدَّر في مكافحة الإرهاب والتطرف على الصُعُد الوطنية والإقليمية والدولية». وعدَّت «التعاون الإسلامي»، في بيانٍ لها، إطلاق مثل هذه التصريحات أمراً غير مبرر و»لا يسهم في دعم علاقات التعاون والتضامن والأخوَّة بين الدول الإسلامية، بل يغذي الأجندة الطائفية والمذهبية في الوقت الذي يجب فيه أن تتضافر جهود الجميع لمواجهة التحديات المشتركة ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف وخطر الانقسام الطائفي». ودعا البيان إلى «العمل سوياً من أجل توحيد الصف وجمع الكلمة وتقريب وجهات النظر والتأكيد على ما هو مشترك وجامع وموحد». في سياقٍ متصل؛ أعرب رئيس مجلس الأمة الكويتي بالإنابة، مبارك بن بنيه الخرينج، عن رفضه للتصريحات غير المسؤولة الصادرة عن نائب رئيس العراق تجاه المملكة. ووصف التصريح الأخير للمالكي ب «المستفز الذي لا يخدم الاستقرار وبناء العلاقات بين دول الشرق الأوسط»، مستنكراً توجيه اتهامات إلى دولة كبيرة ورائدة في المنطقة مثل المملكة «التي يعتز بها كل مسلمي العالم لما تقدمه من دعم ورعاية للفكر الإسلامي المعتدل ومن خدمة كبيرة للحرمين الشريفين وزوارهما». وذكَّر نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي، في بيانٍ له أمس، بأن المملكة واجهت ولا تزال تواجه إرهاب الفئة الضالة على أراضيها ومنشآتها بسبب موقفها الصلب ضد الإرهاب وعملها المشترك مع دول العالم من أجل محاربته. وحث الخرينج على «التعاون من أجل منطقة خالية من الإرهاب من خلال التعاون والتنسيق المشترك بين دول المنطقة بدلاً من إلقاء الاتهامات جزافاً من أجل أهداف وغايات وأجندات لا تريد الاستقرار والهدوء بل تزيد الاحتقان والتوتر»، محذراً من التجاوزات التي لا تخدم بناء الثقة ولا العمل المشترك تجاه العدو الواحد للكل وهو الإرهاب.