أعلن مسؤولون في ليبيا أمس سقوط 37 شخصاً قتلى في اشتباكات بين قبيلتي التبو والطوارق في مدينة سبها (جنوب)، فيما أفيد بفشل مشروع هدنة بين الطرفين. واستغل مقاتلو القبيلتين الفراغ الأمني في البلاد وتنافسوا على السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي ظلَّت مهملة لفترةٍ طويلة. وأفادت مصادر مسؤولة في سبها (7000 كيلومتر جنوبطرابلس) بتسبُّب الاشتباكات التي بدأت في المدينة قبل 4 أيام في مقتل 29 فرداً وإصابة 4 آخرين من الطوارق في مقابل مقتل 8 أفراد وإصابة 18 آخرين من التبو. وأكد عميد البلدية في المدينة، الحامد رافع الخيالي، حصيلة الضحايا من الطوارق، في وقتٍ عزا مسؤول في التبو بدء المعارك إلى مقتل أحد أفراد القبيلة عند حاجز أمني. وأكد الخيالي، في تصريحات عبر الهاتف أمس، محاولة وجهاء القبيلتين التفاوض على هدنة «لكن المحادثات فشلت». وطلب مسؤولو المدينة المساعدة من المسؤولين العسكريين في طرابلس، إلا أنهم لم يتلقوا رداً كما تقول مصادر. وفي ضوء عدم إعلان هدنة؛ تبدو أعداد القتلى مرشحة للزيادة. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى وسط تقاتل حكومتين من أجل السيطرة على البلاد، بينما استغل متشددو تنظيم «داعش» الفراغ الأمني وأعلنوا وجودهم في عدة مدن. وتسيطر حكومة مدعومة من قوات «فجر ليبيا» على العاصمة، لكنها لا تحظى باعتراف القوى العالمية التي تتعامل مع حكومة منافسة تسيطر على مدينة طبرق ومناطق أخرى في الشرق. ويرجع التنافس بين قبيلتي تبو والطوارق إلى ما قبل سقوط حكم معمر القذافي في عام 2011، رغم أن دولته البوليسية نجحت في الحفاظ على قدر من الأمن والنظام.