خطابات سعود الفيصل الفاصلة كانت تجبر الجميع على أن يقف أمامها بتمعن ويستخرج من لغتها حدة في التعاطي وحزماً في المواقف ودهاء في الرؤية، كانت تجسد موقفاً سعودياً متزناً وواضحاً وصريحاً، أكسبت المملكة حضورها القوي على الخارطة السياسية وهيمنة في مبادراتها المشرفة. كان الفيصل يمتلك أدوات المحاور المحنك ووسيلة إقناع جعلته من رواد القادة السياسيين على مستوى العالم، أقوال مأثورة لزعماء حول العالم برهنت على قيمة هذا الرمز الذي هو بمنزلة مدرسة يتعلم منها الجميع، كان مثالاً للمسؤول المخلص والمتفاني في إيجاد حضور سياسي قوي لبلاده، فكانت خطاباته تتفوق بقوتها وتأثيرها ونتائجها. مهندس السياسة الخارجية السعودية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-، الذي أفنى جُل حياته في خدمة دينه ووطنه وبعمل دؤوب طوال مسيرته جعل الصوت السياسي السعودي عالياً وقوياً في جميع المحافل الدولية، رحمه الله مازال حاضراً بيننا بأقواله العظيمة وسيرته اللامعة ونهجه الفيصل. باسم الوطن وأبنائه نشكرك أيها الرمز الساكن في قلوبنا، سائلين الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته، وأن يلهمنا الصبر على فقدك يا سعود.