تعتبر مدينة جدة كإحدى المدن الكبيرة في المملكة العربيّة السّعوديّة، من المدن التي لها تاريخها، وتشهد توافد أعداد كبيرة من الأجانب المقيمين إليها. وأوضح الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور علاء الدين أحمد طلعت ل “الشرق”، أنه ومع مجموعة من زملائه المصريين في الجامعة، يجتمعون نهاية الأسبوع في منزل أحدهم للغداء وتبادل أطراف الحديث خاصة، كما يناقشون مستجدات الأحداث الأخيرة في بلدهم. وبيّن الدكتور علاء أنهم يخرجون عادة للتنزه على شاطئ البحر، وللجلوس في المقاهي، كما أبدى إعجابه أثناء حديثه بتلك المقاهي المنتشرة على كورنيش جدة، قائلاً إنه لو قارنها بمثيلاتها في الإسكندرية فلن تكون بذات السعر المناسب. وأضاف: “نستغل إجازة نهاية الأسبوع في شراء بعض السلع، التي تكون الأقل سعراً غالباً، من نظيراتها في مصر، كما نشتري الزيوت والبخور وأنواعاً مختلفة من التمور، لحملها في حقائبنا أثناء العودة إلى البلاد”. رغبة التكيف وقال المقيم السوداني عادل الزبير، الذي يعمل أستاذا بأحد معاهد التدريب على الحاسب الآلي، أنه يعد مدينة جدة بلده الثاني، لا سيما أنه يعمل بإحدى المؤسسات على مدار عشر ساعات، حيث يتسنى له قضاء إجازته مع أهله يوم الجمعة ويجمع شمله مع أقاربه من الجنسية السودانية والأصدقاء، ويقضون وقتاً جميلاً بكورنيش جدة، أو في إحدى متنزهات الحي القريبة منهم حسب اتفاقهم مسبقاً، وبعد التنسيق بينهم قبل الموعد بأيام، حتى يستطيعوا إرضاء نسائهم وصغارهم ويشبعوا رغبتهم في التكيف مع أجواء المكان، وأضاف أنهم يجدون في يوم الجمعة متنفساً لتغيير روتين العمل، وإكمال احتياجات الأهل والبيت ومستلزماتهم حيث يمكنهم الذهاب إلى أحد الأسواق أو المراكز التجارية. فرصة للتسوق وأفاد الزبير أن هناك فرصاً واسعة للتسوق في المدينة، فالمنتجات الشهيرة عالمياً متوفرة، إضافة إلى تلك البضائع المتنوعة التي تناسب احتياجات العمالة الأجنبية بأنواعها، وهناك أيضاً تشكيلة واسعة من المواد الغذائية المتوفرة بكميات جيدة في الأسواق السعودية وأسعارها مناسبة. ويوافقه الرأي مواطنه ياسر الخواض، حينما يصنف جدة “الأكثر إمتاعاً وجمالاً بين المدن السعودية الأخرى”، مبيِّناً إعجابه بتصميم المباني الحديثة على طول الطريق الساحلي، وتفاصيل المدينة القديمة المتمركزة بالداخل في أحياء البلد، مشيرا إلى قضاء إجازة الجمعة في التسوق بالبلد الذي تتنوع منتجاته ما بين التراثي القديم والسلع الجديدة، أو زيارة أحد المقاهي للرجال، بينما النساء يجتمعن في متنزه الحي، لممارسة المشي أو الشوي وإعطاء الصغار فرصة التنفس بمزاولة الرياضة أو اللعب مع بعضهم. وأوضح الخواض تميز أحياء مدينة جدة عن بقية المدن بوجود عدد كبير من العمالة بمختلف جنسياتهم، وتوفر أماكن للتجمع فيها، وهو ما جعل كثيرين يقولون: “من زار جدة كأنه زار العالم”. تمضية الوقت وأوضح أنس الرفاعي (سوري الجنسية) ويعمل بمركز مرسيدس، أن يوم الجمعة يوم يجمع فيه الشمل مع الأقارب والأصدقاء والجيران، حيث تصفو النفوس للأحبة، فنحن دائماً ما نعد برامج خاصة ليوم الجمعة، فمثلاً نقوم بزيارة البعض ونتفق حينها بعد مشاورة الجميع، على أن نقصد مكاناً مريحاً يقره الجميع، وسط الأجواء الشاعرية بكورنيش جدة أو حديقة الأمير ماجد، لتهيئة النفس وإراحة الذهن، ما يدفعنا للشعور بالتآلف مع المكان والناس، ولا نشعر بالغربة لتركنا أوطاننا، واعتمادنا كلياً على نفس الروتين المتعارف عليه لدى أهالي جدة في تمضية الوقت والتأقلم مع الحياة، وتوزيع ذلك اليوم بين زيارات الأقارب وقضاء احتياجات الأهل والمنزل. .. ومقيمة مصرية تجلس أمام نار الشواء