في وقتٍ أعلنت فرنسا عن اعتقال متطرف متهم بقطع رأس مدير شركة قرب مدينة ليون (وسط شرق البلاد)؛ دان رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي الاعتداء، ودعا «المجموعة الوطنية بأكملها إلى اليقظة والوحدة والتضامن»، بينما حثّ وزير إسرائيلي «يهود فرنسا» على الهجرة إلى إسرائيل بدعوى تزايد معاداة السامية وتصاعد الإرهاب. وأفادت مصادر في الشرطة الفرنسية ووسائل إعلام محلية بالعثور صباح أمس على جثة مقطوعة الرأس وعليها كتابات عربية داخل مقر شركة أمريكية للغاز في منطقة إيزير (جنوب شرق). وداهم مهاجمان مبنى الشركة بسيارة ما أدى إلى انفجار عددٍ من عبوات الغاز، بحسب مصادر عدَّت اقتحام السيارة متعمداً بغية إحداث تفجير. ولم يُعرَف على الفور ما إذا كانت رأس القتيل الوحيد في الهجوم، الذي أسفر أيضاً عن إصابتين، انفصلت عن جسده قبل أو بعد اصطدام السيارة بالمبنى، كما لم يُعرَف ما إذا كان موجوداً في الموقع وقت الهجوم أو قُتِلَ في مكانٍ آخر. ووصف الرئيس، فرانسوا هولاند، الهجوم الذي لم يتبنَّاه أي تنظيم حتى الآن ب «الإرهابي كون الجثة كانت مقطوعة الرأس وتحمل رموزاً»، مشدِّداً على اتخاذ جميع الإجراءات لوقف أي هجمات مستقبلية على بلاده التي ما زالت تعاني آثار هجمات متفرقة نفذها متطرفون في يناير الماضي. وكشف هولاند، خلال حضوره أمس قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن اعتقال أحد المشتبه بهم و»هو معروف لدى مصادر المخابرات»بين عامي 2006 و2008 ويُدعى ياسين صالحي (35 سنة من أصل جزائري). ووفقاً لمصادر شُرطية؛ عُثِرَ على «راية إسلامية» إلى جوار الجثة مقطوعة الرأس. وأوردت صحيفة «لو دوفين» المحلية أن «الرأس كان على سياجٍ قريب وعليه كتابات عربية». بدورها؛ أشارت متحدثة باسم شركة «إير ليكيد» الفرنسية إلى وقوع الانفجار في موقع تابع لشركة «إير برودكتس»، وهي شركة لتكنولوجيا الغازات الصناعية ومقرها في الولاياتالمتحدة. ويرأس مجلس إدارة الشركة سيفي قاسمي الذي عرَّف عن نفسه في شهادةٍ أمام لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2011 على أنه إيراني المولد. وتوجَّه وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، إلى موقع الهجوم على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة ليون. وبالتزامن؛ أمرت الحكومة بتشديد إجراءات الأمن حول المواقع الحساسة في منطقة رون ألب المحيطة. وفي أول رد فعل لها؛ حثَّ المجلس الإسلامي الفرنسي، أرفع تجمع إسلامي في البلاد، ما سمّاها «الجماعة الوطنية» على التضامن والوحدة واليقظة. وندد رئيس المجلس، دليل أبو بكر، في بيانٍ له ب «الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مصنع إير بروداكتس في سان كوانتان فلافييه في إيزير وأسفر عن قتيل». ويقيم المشتبه فيه الذي تم اعتقاله علاقة مع الأوساط السلفية، بحسب السلطات. واعتبر أبو بكر «هذه التصرفات لا تمت بصلة لدين أو قضية». وعبّر رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، عبدالله ذكري، عن موقف مماثل، ودان «هذا الإرهاب البربري والأعمى الذي يناضل كما يقول في سبيل مشروع ديني لكنه يتناقض تماماً مع قيم الإسلام خصوصا في شهر رمضان». وطالب ذكري، في بيانٍ له أمس، القوى العظمى بالتحرك بطريقة فاعلة و»قطع علاقاتها مع البلدان التي تمول الإرهاب». إلى ذلك؛ دعا وزير الهجرة الإسرائيلي، زئيف ألكين، يهود فرنسا إلى الهجرة إلى إسرائيل. وربط الوزير المنتمي إلى حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بين دعوته و»ازدياد معاداة السامية وتصاعد الإرهاب».