كما البشر، تصاب القطط ب «الاكتئاب»، الذي ربما يؤدي إلى موتها إذا لم تجد العلاج النفسي والإكلينيكي المناسب – بحسب مدير الوحدة البيطرية في الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة الشرقية الدكتور محمود الخميس-. وعدّد الخميس أبرز أسباب اكتئاب القطط قائلاً «تتمثل الأسباب المؤدية للاكتئاب في سوء معاملتها من ضرب وركل ومطاردة، وإهمالها، وإرغامها على نمط معين من الطعام والشراب، وموت أحد صغارها أو فقده، أو تركها من غير تزويج، ومفارقة من كان يعتني بها وتنقّلها لأكثر من مربٍّ وتغيير مسكنها، وحبس القطة في أقفاص تقلل من حركتها، والمرض المزمن». وأضاف «في بداية الاكتئاب نرى القطة قلقة ومضطربة، ويلاحظ عليها عدم الارتياح، وتصدر أصواتاً شبه متواصلة طوال اليوم، كما أن كمية طعامها وشرابها تقل، بل وتختار أماكن منعزلة في المنزل بعيداً عن الآخرين، وفي بعض الأحيان يصل الكسل بها لعدم الاهتمام بأمكانها المخصصة لها للتبول والتبرز، كما يلاحظ زيادة في التنفس وضربات القلب. وزاد «تظهر على القطة آثار تدل على أنها مصابة بالاكتئاب، فتصبح القطة عدائية بعض الأحيان، كما أنها تصاب بضعف عام وأعراض أنيميا وجفاف في الجسم لقلة تناول الطعام وشرب السوائل، كما أن قابليتها للعب تنعدم. أما في حالة الاكتئاب المزمن فقد لا تفارق القطة مكان جلوسها لعدة أيام كونها فقدت صوابها». وأوضح الخميس أن علاج الاكتئاب عند القطط يكون في مرحلتين: مرحلة العلاج النفسي «السيكولوجي» ويقوم به المربي في المنزل، ومرحلة العلاج الإكلينيكي «بيطري» ويقوم به الطبيب البيطري في العيادة. فيجب على المربي عدم ضرب وتعنيف القطط أو حبسها في أماكن ضيقة تمنعها من الحركة وممارسة مرحها، وعليه اللعب معها بملامسة رأسها وأسفل الرقبة وكامل جسمها لتشعر بالأمان، وعدم إرغامها على الطعام الذي لا تستسيغه. أما في حالة فقد الأنثى صغارها، فيفترض تزويجها سريعاً، وعدم تركها دون علاج لو تعرضت لأي مرض والاهتمام بنظافتها الصحية. أما علاجها الإكلينيكي «البيطري» فيتلخص في إعطائها الفيتامينات ويفضّل عن طريق الحقن لرفع مناعتها، وإعطائها مشهيات لتقبل على الطعام، ومحاولة إشغالها بالحركة حتى لا تعتاد على الكسل، ومراجعة الطبيب البيطري إذا كانت تعاني من مشكلات صحية.