تأسست شركة صدارة للكيماويات عام 2011م كشراكة بين عملاق النفط أرامكو السعودية، ورائدة البتروكيماويات شركة داو كيميكال «داو» الأمريكية. حيث تلاقت أرامكو السعودية بما لديها من خبرة عالمية في إدارة المشاريع الضخمة وتوافر المواد الخام بأسعار تنافسية وداو بما لديها من خبرات تقنية عريقة وشبكتها التسويقية الممتدة لعشرات الدول. وتعتبر صدارة أكبر مجمع كيميائي متكامل في العالم يتم بناؤه دفعة واحدة باستثمار بلغ أكثر من 20 مليار دولار أمريكي، وتتكون صدارة من 26 مصنعا بطاقة إنتاجية أكثر من 3 ملايين طن من المنتجات الكيميائية واللدائن عالية الأداء والقيمة. ويمكن لمنتجات صدارة أن تدخل في قطاع الطاقة ومواد الإنشاء ومواد التجميل ومعالجة الماء والتغليف والدهانات والإلكترونيات وغيرها العشرات من التطبيقات، ومن المتوقع أن تبدأ وحداتها باكورة إنتاجها في النصف الثاني من عام 2015م وأن تكون جميع وحدات المجمع قد دخلت في طور التشغيل عام 2016م. وسبق أن صرح شيخ الاقتصاديين الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل في مقاله المعنون برسالة إلى أصحاب المعالي أن القطاع المصرفي السعودي خسر فرصة ذهبية لتمويل مشروع صدارة وبالتالي اقتنص الفرصة بنك التصدير الأمريكي وقدم قرضا مباشرا بقيمة 4.975 مليار ريال شريطة أن يكون مقاولو الخدمات ومزودو المنتجات أمريكية المنشأ وظفرت بناءً على ذلك قرابة السبعين شركة أمريكية وبالتالي ساهم ذلك في خلق 18000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة لمواطني أكثر من 13 ولاية أمريكية، ولو كان هنالك تحالف لمصارف محلية للظفر بفرصة تمويل المشروع لكان التأثير الإيجابي على الاقتصاد الوطني أضعاف ما عليه الآن. وواحدة من أهداف إنشاء صدارة خلق فرص وظيفية ودفع عجلة التنمية الوطنية وتنويع الاقتصاد الوطني المعتمد بشكل شبه كامل على النفط، ولذا كانت هنالك مبادرة بين شركة صدارة والهيئة الملكية للجبيل وينبع بإنشاء مجمع للصناعات الكيميائية والتحويلية «مجمع بلاس كم» وهو مجاور لمجمع صدارة الصناعي في مدينة الجبيل الصناعية بمساحة 12 كيلومترا، وهي مخصصة لدعم المشاريع الكيميائية والتحويلية التي تقوم على استخدام منتجات صدارة مباشرة أو التي تدخل في صناعتها مواد خام أخرى يتم توريدها من مشاريع أخرى قائمة. ويتكون موقع المشروع من قسمين رئيسيين، أحدهما للصناعات الكيماوية والآخر للصناعات التحويلية. ويتميز الاستثمار في مجمع بلاس كم بأن مواد الخام قريبة جداً من وحدات التصنيع وبالتالي يتم توفير نفقة النقل والتخزين نسبياً، وكذلك ستكون خدمات الطاقة والمرافق والخدمات المساندة متوافرة مما يقلل التكاليف الثابتة، وكذلك أسعار إيجار الأراضي ستكون تنافسية وشجعت هذه العوامل مجتمعة شركة مصادر كيمياويات الطاقة وهي مشروع مشترك تم تأسيسه مؤخرا بين شركة «هاليبرتون» وشركة التصنيع وخدمات الطاقة «طاقة» لتتخذ من مجمع بلاس كم مقرا لها، وكذلك وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية مع صدارة التي بموجبها تقوم الأخيرة بتزويد شركة مصادر باحتياجاتها من مادتي الإثيلين أوكسايد والبروبلين أوكسايد عبر أنابيب مباشرة لمدة عشرين عامًا. ومن هنا أوجه ندائي لكل المستثمرين المحليين لكل يقتنصوا هذه الفرصة الذهبية حتى لا تكون بدلاً من الغصة للاقتصاد السعودي غصتين، الأولى بإضاعة فرصة تمويل مشروع صدارة والثانية بإضاعة الفرصة المتاحة للاستثمار في بلاس كم بكل هذه التسهيلات والحوافز.