تتحول ساحات مساجد مكةالمكرمة أسوة بغيرها من مساجد المملكة قبل مغرب كل يوم مع حلول شهر رمضان المبارك، إلى موائد رمضانية يقدم فيها كل ما لذ وطاب من الأكل والشراب، حيث يتسابق جيران المسجد إلى تقديم كل ما يتوافر لديهم من وجبات رمضانية، ويتسابق الراغبون في المساهمة في تنفيذ مشروع إفطار صائم بالتنسيق مع أئمة المسجد، الذي يقطنون قربه من أجل التعهد بعدد الوجبات التي يرغبون في تقديمها خلال شهر رمضان المبارك. وتجد الإعلانات الخاصة بوجبات إفطار صائم منتشرة في جميع الأماكن لدعوة الناس لتفطير الصائمين لما فيها من الأجر الكبير، حيث يحرص أهل الخير على التبرع من أجل شراء الوجبات وتقديمها في المساجد والطرقات لكسب الأجر، الذي يعدل أجر الصائم. كما يقوم أئمة المساجد في مكةالمكرمة، التي يزيد عددها على 1500 مسجد وجامع بالإعلان قبل حلول رمضان عن نية المسجد في إقامة مشروع إفطار صائم من أجل حث المواطنين والمقيمين للمساهمة في هذا المشروع الخيري، حيث تجد الناس يتسابقون على المساهمة في هذا العمل الخيري كل حسب استطاعه، فهذا يقدم المال وذاك يقدم الوجبات، وآخر يقدم جهده في الإعداد والمساهمة في تجهيز السفر وتقديم الماء والطعام للصائمين كل راغب في الأجر والمثوبة من الله عز وجل. ويلاحظ قاصد مكةالمكرمة انتشار سفر إفطار صائم عند جميع المساجد، حيث يتفاوت عدد الصائمين ما بين مسجد وآخر، فهناك الجوامع الكبيرة التي يقصدها آلاف الصائمين، وهناك المساجد الصغيرة التي يتفاوت عدد الصائمين بها من خمسين إلى 100 صائم، حيث يقصدها جمع كبير من المواطنين والمقيمين والمسافرين من أجل الإفطار، وتمتد هذه السفر بأشكال طولية كبيرة يجلس فيها الصائمون على شكل صفين متقابلين. وتختلف سفر إفطار صائم ما بين مسجد وآخر، حيث إنك تجد التنافس على أشده بين جماعات المساجد لتقديم كل ما لذ وطاب من أفخر أنواع الطعام قربة لله سبحانه وتعالى يكون فيها الزمزم أو الماء والتمر واللبن والعصير الوجبة الرئيسة، إضافة إلى الوجبات الخفيفة، أما في بعض المساجد فإنك تجد أهل الخير يقومون بتقديم الأرز واللحم أو الدجاج. وفي أجواء روحانية تسودها المحبة والأخوة، تجد كبار السن في الحي أو القائمين على المسجد قبل صلاة المغرب وهم في حركة دائمة، وتجد مَنْ يقوم بفرش السجاد، وآخر يقوم بإعداد سفر الإفطار، وآخرون يتأكدون من وجود جميع المأكولات وليس هناك شيء ناقص، وهم في هذه الأثناء يقومون بتشجيع أبناء الحي من الصغار على إعداد سفر الإفطار وتقريب الماء والعصير والطعام من الصائمين طلباً للأجر من الله عز وجل.