كل ما بيني وبينك مجرد كلمات أجتهد أن تكون غامضة كي لا يفهمها إلا أنت؛ المشكلة أنك تتحدثين كثيراً ولا تستطيعين الاحتفاظ بشمعة واحدة بعيداً عن هجوم الرياح، ولذلك ترتبك العلاقة دائماً على دموع شمعة، وعلى شروحات مستفيضة لمعاني كلمات. لست وحدك المظلومة؛ كل امرأة لا تستمتع بالحلال الذي بين يديها مظلومة ومحرومة، وسينتهي عمرها الافتراضي وهي تحلم بقمر لما يكتمل بعد، وبقصيدة كاذبة مرت على غيرها آلاف المرات.. الرجال يكذبون كثيراً يا سيدتي خصوصاً حينما يتجملون بالشعر في ساحة الحرام. الكلمات الحلوة غريبة وضائعة وتافهة في زمن الحروب؛ البارود لا يقوم بوظيفة العطر، والدبابة الهمجية تحتل مواقع القبلات وتتعامل معها كثغرة أمنية.. قدرنا أن نعيش حروباً وثورات مختلة ومع ذلك نصر على الحب والتعافي؛ فهل نحن أغبياء؟ هي تفوح اشتياقاً كلما رأته؛ تقول دائماً إنه يجب أن تبقى الأحاسيس مستيقظة.. أما هو فقد تساوت لديه الأشياء حتى لم يعد يفرق بين الشغف والمشاعر المحايدة، ولذلك يعيشان على تخوم الحياد المسالم والشغف المستبد. تراتيل المطر تعيد الكلمات المجنونة إلى رشدها وتهبنا عمراً جديداً نتصالح فيه مع الزمن والناس وعطر النساء؛ كلماتنا تحتاج المطر مثل أرضنا، وقلوبنا مثل قصائدنا تحتاج إلى النساء والعطر. رسائل الجمال تأتي تباعاً؛ تذكره أنها تعيش في المنزل المجاور، وأن كل ما تقوله للقريبات يصله ضمناً.. هما يستمتعان بلعبة التراسل المشفر التي يمارسانها منذ زمن بعيد، وحينما يتذكران أن العمر يمضي يبكيان كل رسالة لم تتحول إلى حقيقة، وكل حلم لم يعانق وسادة.