أنقذ مستشفى د. سليمان الحبيب بالتخصصي شابا يبلغ من العمر 13عاماً تعرض لحادث سير مروع، تسبب له في آلام حادة والتهاب شديد في عظم الفخذ الأيسر وخروج صديد متواصل وصعوبة في المشي والحركة. وأوضح استشاري جراحة العظام والعمود الفقري في المستشفى، أنه فور وصول المريض لقسم الطوارئ بالمستشفى تم إخضاعه للفحوصات المخبرية والأشعة، وتبين وجود أخطاء متعددة نتجت عن العلاج السابق الأمر الذي أدى إلى عدم التئام الكسر وحدوث التهاب بالعظم وخروج المسامير الخاصة بالتثبيت، بالإضافة إلى ملاحظة ميلان في عظمة الفخذ. وقال»بعد معاينة التحاليل المخبرية والمزرعة، تبين وجود بكتيريا والتهاب شديد في عظمة الفخذ الأيسر الأمر الذي يحتاج إلى التدخل الجراحي السريع». موضحاً بأنه تم تحويل المريض مباشرة إلى قسم العمليات لإزالة الصفيحة القديمة وتنظيف الجرح بدقة وتثبيته مؤقتاً بأسياخ خارجية وإزالة العظم الميت من منتصف الكسر. وأشار الدكتور إلى أنه تم العمل على تعديل الميلان في العظم، ووضع كرات مضاد حيوي مكان الالتهاب مع إبقاء الجرح مفتوحاً، لتسهيل خروج الصديد الكثيف. إذ تم تغطية الجرح بتقنية غيار الشفط (Vacuum Dressing) الحديثة، التي تساعد على شفط الصديد من الجرح بالضغط السالب والشفط المستمر، وبعد 3 أيام تم تحويل المريض للعمليات مرة أخرى لتنظيف الجرح والتأكد من نظافة الجرح تم وضع جبيرة (مخلوطة بالمضاد الحيوي لمنع عودة الالتهاب) مكان العظم المفقود، مع إبقاء العضلات والأنسجة حول الكسر سليمة لتحفيز نمو غشاء عظم جديد حول مكان العظم المفقود (Induced membrane technique) ولتسهيل التئامه مستقبلاً بتقنية (Mosquetet) الحديثة. واستطرد قائلاً إنه بعد إبقاء المريض 40 يوماً في المستشفى وإخضاعه لبرنامج علاج طبيعي ومتابعته الدقيقة بالمضادات الحيوية وتحاليل الدم تم إجراء أشعة له، التي أكدت وجود تحسن ملحوظ وزوال الالتهاب ولله الحمد، حيث تقرر إجراء العملية الثالثة والأخيرة. موضحاً أن العملية الأخيرة تكونت من عدة خطوات، ومنها إزالة الأسياخ الخارجية والجبيرة من مكان الكسر مع الحرص على إبقاء الغشاء الجديد سليماً. بعد ذلك تم قياس طول الفراغ الناتج عن إزالة العظم الميت من العملية السابقة، ومن ثم تم أخذ قطعة بالطول الملائم من منتصف عظمة الشظية في الساق الأيسر ووضعها مكان الفراغ، ثم تم أخذ تطعيم عظمي من عظم الحوض الأيسر بفتح نافذة صغيرة في الحوض وأخذ كمية كبيرة من العظم المسامي (الذي يساعد بقوة على التئام الكسر) وإغلاق النافذة دون تشويه عظم الحوض. وقال الدكتور إنه تم أيضاً زراعة العظم المسامي حول الكسر ثم إغلاق الغشاء العظمي الجديد وتثبيته بصفيحة طويلة تم تجهيزها قبل العملية، خصيصاً لتلائم الطول المناسب وتثبيتها بتقنية المسامير المقفلة التي تساعد على تثبيت الصفيحة أكثر من المسامير العادية ثم إغلاق الجرح. وختم قائلاً «إن العمليات أجريت بنجاح تام واختفت الأعراض السابق ذكرها، وبدأ المريض في اتباع برنامج علاج طبيعي مكثف لتقوية العضلات حول الركبة، وخرج للمنزل بعد أن تم الاطمئنان على وضعه الصحي، وقد أظهرت الأشعة في العيادة وجود تحسن في التئام الكسر وزوال الالتهاب تماما».