لن ينال الإرهاب من لُحمة هذا الوطن بكل أطيافه، أبناء بلاد الحرمين الشريفين يقفون سداً مَنيعاً بإذن الله ضِد كل من تسوِّل له نفسه العبث أو المساس بأمن ومقدرات ووحدة هذا الوطن المعطاء. الوطن الكبير شامخ جداره صلبة آمنة تتكسر وتتحطم عليه قوى الشر والبغي، هذه البلاد بفضل الله عزّ وجل قامت على ثوابت وعلى أُسس قوية راسخة دستورها كتاب الله عزّ وجل وسُنة المُصطفى – صلى الله عليه وسلم – لن تهزها الرياح العاتية ولا الأبواق الفارغة شعب هذه البلاد الوفي يقف في خندق واحد مع قيادته الحكيمة في وجه كل التيارات الهدَّامة وكل نفس شريرة تحمل في قلبها الحقد الدفين تجاه هذه البلاد وأبنائها، بلاد الحرمين الشريفين حصن حصين بإذن الله، نسيج هذه البلاد الاجتماعي قوي وأمنه واستقراره وتلاحمه مع قيادته الرشيدة مضرب الأمثال يعرف حقيقة ذلك القاصي والداني. إن ما حدث من اعتداء غاشم من انفجار في أحد المساجد (مسجد علي بن أبي طالب – رضى الله عنه -) ببلدة القديح في محافظة القطيف يوم الجمعة الماضي 4 شعبان، راح ضحيته استشهاد 21 مصلياً وإصابة 102 آخرين جرّاء قيام أحد الأشخاص المُغرّر به بتفجير نفسه بحزام ناسف يُخفيه تحت ملابسه، إن الجهات الأمنية في وزارة الداخلية لن تألوَ جُهداً ولن تدَّخر وُسعاً في ملاحقة كل من تورّط في هذه الجريمة النكراء من عملاء أرباب الفِتن الذين يسعون للنيل من وحدة هذا الكيان، العمل جارٍ على قدم وساق لرجال الأمن العيون الساهرة وحتى المواطن فهو رجل أمن قبل أن يكون مواطناً في القبض على المتورطين بإذن الله وتقديمهم للقضاء الشرعي لينالوا جزاءهم العادل وقد ثبت للجهات الأمنية أن وراء هذا العمل الإجرامي الخسيس تنظيم داعش التكفيري. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله.. بقوله لقد قامت دعائم هذه الدولة على التمسك بالشريعة الإسلامية التي دعت لحفظ حقوق الإنسان وحمايتها وقام الحكم في بلادنا على أساس العدل والشورى والمساواة، إن أنظمة الدولة تتكامل في صيانة الحقوق وتحقيق العدل وكفالة حرية التعبير والتصدي لأسباب التفرقة ودواعيها وعدم التمييز فلا فرق بين مواطن وآخر ولا بين منطقة وأُخرى فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات، وأن تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية. إن اللافت في سياق هذه العملية القذرة أنها امتداد لحادثة رجل أمن المُنشآت في الرياض الذي أُطلق عليه طلق ناري واستشهاده ومن ثم التمثيل بجثته بحرقه في مركبته أثناء تأدية عمله ثم قبل ذلك قرية الدالوة بمحافظة الأحساء بعد استهداف مجلس عزاء في بداية هذا العام واتهمت الجهات الأمنية تنظيم داعش، إنها سلسلة أعمال دنيئة لمجموعة إنساقت خلف جهات تكفيرية ضالة مُنحرفة لا عقل ولا ضمير لها فجُرِّدت من كل القيم والأخلاق إنزلقت في مزالق الشيطان وأعوانه.. إن أهم ما ذهب إليه هؤلاء الضالون سعيهم الخبيث في شق هذا التلاحم بين الشعب وقيادته لكن الله سبحانه وتعالى خيّب ظنهم ومرادهم وأن هذه الأعمال الشيطانية زادت من أواصر التلاحم والانصهار بين القيادة وأبنائها أكثر من أي وقت مَضى، وأننا والحمد لله كالجسد الواحد وكالبُنيان المرصوص يشُد بعضنا بعضاً، إن المملكة العربية السعودية مُستهدفة بمخطط إقليمي يهدف إلى زعزعة منظومة استقرارها الأمني، السياسي والاجتماعي، وأن الحادث اللئيم محاولة بائسة لاستنزاف المملكة وإشغالها بفتن داخلية، خاصة في هذا الظرف العصيب والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية ضد البُغاة المعتدين فرد الله كيدهم إلى نحورهم حيث أعرب كل أبناء الشعب شيعة وسنَّة أن أمننا خط أحمر لن يستطيع كائن من كان النيل من وحدتنا وصلابتنا بإذن الله، إن هذا المُخطط الفاشل يهدفون من ورائه إلى إحداث فوضى في بلادنا. لكن الله سبحانه وتعالى محيط بمكرهم وفاضح أمرهم، نحن أمة مُتماسكة على الحق ضِد الباطل سائرون تحت راية قيادتنا الحكيمة. أثبت أبناء هذا الوطن بكل شرائحهم وطوائفهم توحدهم الوطني في كل الظروف والمحن تجاه من يُريد اللعب بورقة الفتنة الطائفية، فقد شاهدنا ذلك ولمسناه في حادثة الدالوة في مراسم العزاء توجه كثير من السنَّة لتعزية إخوانهم من الشيعة في ذلك المصاب الجلل وما حملته اللافتات من عبارات تؤكد على اللُّحمة الوطنية وأننا جميعاً أبناء هذا الوطن تحت قيادة رشيدة وواعية.. أثبتت حادثة مسجد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – في اللقاءات مع الإخوة الشيعة والسنَّة استنكارهم الشديد لهذا العمل الجبان وأننا بإذن الله وطن واحد وشعب واحد، وأن من اقترف هذه الجريمة البشعة هو إنسان ضال ومنحرف ملأ الحقد والكراهية قلبه، فعمى الله بصيرته وقلبه واتبع طريق الهلاك، روّع الآمنين في بيت الله وفي يوم الجمعة يوم فضّله الله عن سائر الأيام جريمة شنعاء، فجّر نفسه في المسجد ليقتُل أُناساً أبرياء شهداء إن شاء الله يؤدون صلاة الجمعة. حفظ الله عزّ وجل هذه البلاد من كل مكروه ومن شر الحاسدين والحاقدين، وأدام سبحانه وتعالى على مملكتنا الغالية الأمن والأمان والرّخاء. قال الله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلب ينقلبون).