باشرت لجنة الدعم النفسي التي شكلتها صحة الشرقية مهامها اعتباراً من أمس، واستقبلت عديداً من الحالات من بينها حالة لامرأة مكلومة فقدت زوجها في حادث التفجير الإرهابي الذي وقع يوم الجمعة الماضي في القديح، كما فقدت أقاربها في أحداث حريق القديح قبل سنوات، وتعاني حالة حزن شديدة وتم التعامل معها من قبل الفريق الطبي المختص. وقال مدير مجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور محمد الزهراني ل«الشرق»، إنه تم تخصيص خمس عيادات لاستقبال الناجين وأسر الشهداء يومياً في مركز صحي القديح، اعتباراً من الرابعة وحتى العاشرة ليلاً لتقديم الرعاية المناسبة لهم وتخليصهم من آثار هذا الحدث الموجع، مبيناً أن عمل اللجنة يستمر لمدة أسبوعين في الموقع، وبعد انتهاء هذه المدة سيعود الأطباء إلى مقار عملهم، ولكن ستستمر العيادات في استقبال المرضى المتضررين تحسباً للصدمة أو ردة الفعل التي عادة تكون بعد وقوع الحدث بأسابيع وتتمثل في اكتئاب قلق وأحلام مزعجة. وأضاف أن عدداً كبيراً من الأطباء والاختصاصيين في علم النفس والخدمة الاجتماعية أبدوا رغبتهم في التطوع والانضمام للفريق المشكَّل، ولكن تم انتقاء الأطباء القريبين للمنطقة، لقرب مقار سكنهم، ومعرفتهم بعائلات المنطقة. وأكد الزهراني استعداد الفريق لتقديم الرعاية المنزلية لأي حالة، مبيناً أن اللجنة تم تشكيلها ضمن خطوط الطوارئ في المنطقة الشرقية، وتم تفعليها مباشرة عقب الحادث. ووصف الحادث بأنه جرح لكل السعوديين وليس أهل القطيف فقط، داعياً المولى عز وجل أن يتم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يرحم الشهداء، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. من جهة أخرى، أوضح المتحدث باسم صحة الشرقية أسعد سعود ل«الشرق»، أن عشرة من المصابين في حادث تفجير مسجد الإمام علي – رضي الله عنه – في بلدة القديح، غادروا المستشفى أمس، بعد تماثلهم للشفاء، ليرتفع عدد المصابين الذين غادرو المستشفيات بعد تلقي العلاج حتى الآن 53 مصاباً، فيما لا يزال 33 مصاباً يتلقون العلاج في المستشفيات ويحظون بالرعاية الطبية المناسبة لحالتهم. وأضاف أن ستة من المصابين لا يزالون منومين في قسم العناية المركزة، اثنان في مستشفى القطيف المركزي، واثنان في أرامكو، ومريض في البرج الطبي وآخر في مستشفى سعد التخصصي، مبيناً أن الإصابات تنوعت بين نزيف في العين وكسر في الجمجمة وشظايا في أماكن حساسة من الجسد، مؤكداً أن جميعهم يحظون بخدمات علاجية ذات كفاءة عالية. وذكر سعود أن العدد الإجمالي للمصابين هو 106 من بينهم 21 متوفى، مشيراً إلى أن لجنة الدعم النفسي والاجتماعي التي تم تشكيلها باشرت عملها منذ أمس في مركز صحي القديح، وتتكون من استشاريين واختصاصيين نفسيين وصيادلة، إضافة إلى صرف الأدوية اللازمة عند الحاجة، وبدأ الأطباء في تقديم الدعم النفسي للمصابين وأسر المتوفين وللأشخاص الذين كانوا موجودين في المسجد خلال وقوع الانفجار. وأوضح أن جميع الحالات مستقرة في ظل توفر الإمكانات، حيث تسير الأمور بشكلها الطبيعي في المستشفيات التي تقدم الخدمة للمصابين.