يلعب الهلال والأهلي مباراة الذهاب آسيوياً أمام فريقين إيرانيين وتبدو الأمور ممكنة وغير مستحيلة لكنها ليست سهلة، فالفرق الإيرانية تلعب سياسياً كثيراً وتلعب كل شيء غير كرة قدم وأثبتت تجارب كثيرة لأنديتنا في أراضيهم وآخرها النصر بأن منافسة فريق طهراني في أرضه تخلو غالباً مما يُعرف بالروح الرياضية. الاتحاد الآسيوي الذي يقدم الأنموذج من بطولته بقوة وبصرامة تارة وبغض الطرف تارات أخرى خاصة عندما يكون طرف المعادلة فريقاً إيرانياً يلعب على أرضه وبين جماهيره مطالب أكثر من ذي قبل بضبط المباريات الأربع. في الملاعب الإيرانية قد تلعب على أرضية سيئة وقد تُشاهد لافتات سياسية أو دينية وقد تسمع عبارات مًستفزة أو تجد مقذوفاً عابراً للقارات وقد تصل إلى ملعب المباراة في ظروف نفسية سيئة والأهم مخرج مُلم بأصول اللعبة. الاتحاد الآسيوي لا يراقب المشهد في طهران بشكل جيد رغم معايشته لكثير من الأحداث والشكاوى التي تتحدث عنها الفرق الزائرة ورغم ما يشوب العلاقة السعودية الإيرانية ورغبة الطرف الإيراني في تسييسه لكسب تعاطف شعبي. لقد أثبتت رحلات الأندية السعودية الآسيوية إلى إيران صعوبة لعب مباراة في ظروف طبيعية وأثبتت مع ذلك أن ردع هذه التجاوزات عبر لجنة العقوبات غير مجدٍ وبعيد كل البعد عن المسؤولية بينما كان التعامل السعودي مع البعثات الإيرانية مليئاً بصور الحفاوة داخل الملعب وخارجه. ولأن النصر كان آخر الضحايا وعلى مسمع ومرأى من آسيا فإن أحداً لا يستبعد سيناريو أسوأ في ظل أخبار متواترة عن تعبئة عامة لضرب التفوق الفني للفريقين السعوديين بأي طريقة، المباراة تكتسب أهمية كبرى كونها مباراة ذهاب وعلى الأراضي الإيرانية وكون المنافسين سعوديين ومتصدرين لمجموعتهما وهي أمور مُجوزة للشروع في قتل الروح الرياضية على صيحات أحمد الفريدي، انتهى المشهد في آزادي ولربما يطال موهبة سعودية أخرى قادمة من أرض الحرمين الشريفين. الاتحاد السعودي يُطالب في كل مناسبة تدخل فيها الفرق السعودية ضمانات لسلامة البعثات السعودية ولكن ذلك ينتهي مع مراقب جبان غير مُلم بخيوط اللعبة في كل مرة واتحاد نائم في عسل مفردات التبرير الإيرانية. الأهلي والهلال كلاهما مشروع بطل آسيوي نظير ما يملكانه من مقومات جماعية وفردية في هذا الموسم ويجدان نصيباً وافراً من الترشيحات والأمنيات ومتى تهيأ لهما عدالة لعب كرة القدم في هذا الدور فإن ما تبقى ليس مُستحيلاً على الإطلاق.