أعلن قادة الولاياتالمتحدة ودول الخليج العربي عن التزامٍ مشترك ببناء علاقات أوثق دفاعياً وأمنياً ومكافحة تنظيمي القاعدة و«داعش» والتدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، وحثُّوا حكومة حيدر العبادي على تحقيق مصالحة وطنية بين العراقيين، لافتين إلى وجوب تأسيس حكومة شاملة في سوريا تحمي الأقليات العرقية والدينية على أن لا يكون بشار الأسد جزءاً منها. واتفق القادة خلال قمة كامب ديفيد، التي انتهت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، على تأسيس شراكة استراتيجية جديدة بين واشنطن ومجلس التعاون الخليجي لتحسين التعاون الدفاعي والأمني «خاصةً فيما يتعلق بسرعة الإمداد بالأسلحة، ومكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن الإلكتروني، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية»، بحسب البيان الختامي للقمة. وتعهَّد الرئيس باراك أوباما بالعمل مع الخليج العربي على التصدي لأي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة ويمسّ سلامة أراضي دول مجلس التعاون. وأكد أوباما، وفقاً للبيان، أنه في حال وقوع مثل هذا العدوان أو التهديد به؛ فإن بلاده على استعداد للعمل على وجه السرعة لتحديد الإجراء المناسب الواجب اتخاذه باستخدام كافة السبل المتاحة بما في ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية. في الوقت نفسه؛ اتفق طرفا القمة على تعزيز التعاون بينهما لمكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المشتركة خاصةً تنظيمي داعش والقاعدة، وأبديا اهتماماً ب «العمل المشترك لردع وإحباط الهجمات الإرهابية، مع التركيز على حماية البنية التحتية الأساسية، وتعزيز أمن الحدود والطيران، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وإيقاف المقاتلين الأجانب، ومكافحة التطرف العنيف بكافة أشكاله». في شأنٍ مختلف؛ حثَّ أوباما وقادة دول الخليج الحكومة العراقية على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية «من خلال النظر بصورة عاجلة في التظلمات المشروعة لكافة مكونات المجتمع العراقي، وتنفيذ الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها الصيف الماضي»، منبِّهين إلى وجوب التأكد من أن كافة الجماعات المسلحة تعمل تحت سيطرة صارمة من قِبَل الدولة. وفي الشأن السوري؛ أكد طرفا القمة التزامهما بالعمل نحو التوصل إلى حل سياسي مستدام في هذا البلد ينهي الحرب ويؤسس لحكومة شاملة تحمي الأقليات العرقية والدينية وتحافظ على مؤسسات الدولة. لكنهما شدَّدا على أن بشار الأسد فقد شرعيته ولن يكون له دور في مستقبل سوريا، وأيَّدا بقوة بذل مزيد من الجهود لتقويض وتدمير تنظيم «داعش»، كما حذَّرا من تأثير الجماعات المتطرفة الأخرى التي تمثل خطراً على الشعب السوري وعلى المنطقة والمجتمع الدولي كجبهة النصرة. وفي موضوعٍ آخر؛ قرر أوباما وقادة دول مجلس التعاون التحرك معاً لإقناع كافة الأطراف الليبية بقبول اتفاق تقاسم السلطة وفق مقترحات الأممالمتحدة، والتركيز على مكافحة الوجود المتنامي للإرهاب في هذا البلد. وفي الشأن اللبناني؛ أعربوا عن قلقٍ مشترك حيال تأخير انتخاب رئيس جديد لدولة لبنان، وطالبوا كافة الأطراف بالعمل على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، مشددين على أهمية تحرك البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الدستور. وعلى صعيد الأزمة اليمنية؛ أفاد البيان الختامي ب «التشديد على ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية» و«التأكيد على الحاجة للانتقال السريع من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية من خلال مؤتمر الرياض (…) ومفاوضات تشرف عليها الأممالمتحدة». اجتمع في كامب ديفيد ممثلو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمين العام لمجلس التعاون، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأعضاء حكومته، بهدف تأكيد وتوطيد الشراكة القوية والتعاون بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون. وأكد القادة على التزامهم المشترك حيال شراكة استراتيجية بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون لبناء علاقات أوثق في كافة المجالات، بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، ووضع حلول جماعية للقضايا الإقليمية وذلك لتعزيز اهتمامهم المشترك بالاستقرار والازدهار. إن الولاياتالمتحدة تولي مع شركائها في مجلس التعاون اهتماماً بالغاً بمنطقة يسودها السلام والازدهار، واهتماماً أساسياً بدعم الاستقلال السياسي وسلامة أراضي شركائها في مجلس التعاون لتكون آمنة من العدوان الخارجي. إن سياسة الولاياتالمتحدة باستخدام كافة عناصر القوة لحماية مصالحها الرئيسة المشتركة في منطقة الخليج وردع ومواجهة أي عدوان خارجي ضد حلفائها وشركائها، كما فعلت في حرب الخليج، هي أمر لا يقبل التشكيك. إن الولاياتالمتحدة على استعداد للعمل سوياً مع دول مجلس التعاون لردع والتصدي لأي تهديد خارجي يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة لسلامة أراضي أيٍّ من دول مجلس التعاون. وفي حال وقوع مثل هذا العدوان أو التهديد به، فإن الولاياتالمتحدة على استعداد للعمل على وجه السرعة مع شركائها في مجلس التعاون لتحديد الإجراء المناسب الواجب اتخاذه باستخدام كافة السبل المتاحة، بما في ذلك إمكانية استخدام القوة العسكرية، للدفاع عن شركائها في مجلس التعاون. وكما حدث في عملية «عاصفة الحزم»، فإن دول مجلس التعاون ستقوم بالتشاور مع الولاياتالمتحدة عند التخطيط لعمل عسكري خارج حدودها، خاصة عند طلبها مساعدة الولاياتالمتحدة فيه. وبهذه الروح، وانطلاقاً من مبادئ «منتدى التعاون الاستراتيجي» بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون، بحث القادة تأسيس شراكة استراتيجية جديدة بين الولاياتالمتحدة ومجلس التعاون، لتعزيز عملهم الهادف إلى تحسين التعاون الدفاعي والأمني، خاصة فيما يتعلق بسرعة الإمداد بالأسلحة، ومكافحة الإرهاب، والأمن البحري، والأمن الإلكتروني، والدفاع ضد الصواريخ الباليستية. كما استعرضوا وضع المفاوضات بين مجموعة 5+1 وإيران، وأكدوا على أن اتفاقاً شاملاً يتيح الرقابة والتحقق ويبدد كافة المخاوف الإقليمية والدولية بشأن برنامج إيران النووي، سيخدم المصالح الأمنية لدول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي على حد سواء. تعارض الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون وسيعملان معاً للتصدي لأي أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار في المنطقة، ويشددان على ضرورة أن تتعاون إيران في المنطقة وفقاً لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سلامة الأراضي بما يتفق مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وضرورة أن تقوم إيران باتخاذ خطوات فعلية وعملية لبناء الثقة وحل النزاعات مع جيرانها بالطرق السلمية. قرر القادة تعزيز التعاون بينهم لمكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المشتركة، خاصة تنظيمي داعش والقاعدة، وردع وإحباط الهجمات الإرهابية مع التركيز على حماية البنية التحتية الأساسية وتعزيز أمن الحدود والطيران، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وإيقاف المقاتلين الأجانب ومكافحة التطرف العنيف بكافة أشكاله. بحث القادة أفضل السبل لمعالجة الصراعات الإقليمية والتخفيف من حدة التوترات المتنامية. وفي هذا السياق بحث القادة أكثر الصراعات حدة في المنطقة، بما فيها سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، وما يمكن القيام به لحلها. واتفقوا على مجموعة من المبادئ، بما فيها الإدراك المشترك بأنه ليس هناك من حل عسكري للصراعات الأهلية المسلحة في المنطقة التي لا يمكن حلها إلا عبر السبل السياسية والسلمية، واحترام سيادة كافة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحاجة لوجود حكومة تشمل كافة المكونات في المجتمعات التي تعاني من مثل هذه الصراعات، وكذلك حماية جميع الأقليات وحقوق الإنسان. في الشأن اليمني، شددت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة على ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مؤكدين على الحاجة للانتقال السريع من العمليات العسكرية إلى العملية السياسية من خلال مؤتمر الرياض تحت رعاية مجلس التعاون ومفاوضات تشرف عليها الأممالمتحدة على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأخذاً بالاعتبار الاحتياجات الإنسانية للمدنيين، رحَّب الجانبان ببدء الهدنة الإنسانية لمدة خمسة أيام لتسهيل توصيل مساعدات الإغاثة لكافة المحتاجين، وعبَّروا عن الأمل في أن تتطور الهدنة لوقف إطلاق نار مستدام لمدة أطول. وأعرب الجانبان عن تقديرهما للمنحة السخية البالغة 274 مليون دولار التي قدمتها المملكة العربية السعودية لمتطلبات الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن. وأكدت الولاياتالمتحدة مجدداً التزامها بالشراكة مع دول مجلس التعاون وغيرها من أعضاء المجتمع الدولي، بالسعي لمنع تزويد قوات الحوثيين وحلفائهم بالأسلحة الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2216. أكدت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة التزامها بمساعدة الحكومة العراقية والتحالف الدولي في قتالهم ضد تنظيم داعش، وعبَّروا عن أهمية تعزيز الروابط بين دول مجلس التعاون والحكومة العراقية على أسس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدولة. كما حث الجانبان الحكومة العراقية على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية من خلال النظر بصورة عاجلة في التظلمات المشروعة لكافة مكونات المجتمع العراقي، وذلك بتنفيذ الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها الصيف الماضي، والتأكد من أن كافة الجماعات المسلحة تعمل تحت سيطرة صارمة من قبل الدولة العراقية. أكد القادة التزامهم بالعمل نحو التوصل إلى حل سياسي مستدام في سوريا ينهي الحرب ويؤسس لحكومة شاملة تحمي الأقليات العرقية والدينية وتحافظ على مؤسسات الدولة، مؤكدين أن الأسد قد فقد شرعيته ولن يكون له دور في مستقبل سوريا. وأيدوا بقوة بذل مزيد من الجهود لتقويض وتدمير تنظيم داعش، وحذروا من تأثير الجماعات المتطرفة الأخرى، كالنصرة التي تمثل خطراً على الشعب السوري، وعلى المنطقة والمجتمع الدولي. وأعربوا عن قلقهم العميق بشأن استمرار تردي الوضع الإنساني في سوريا وإدانتهم منع توزيع المساعدات على السكان المدنيين من قبل نظام الأسد أو أي طرف آخر. قرر القادة التحرك معاً لإقناع كافة الأطراف الليبية بقبول اتفاق تقاسم السلطة وفق مقترحات الأممالمتحدة، والتركيز على مكافحة الوجود المتنامي للإرهاب في البلاد. أكدت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة بقوة على ضرورة تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس اتفاق سلام عادل وشامل ودائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وموحدة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام. ولتحقيق ذلك الهدف، شددت الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون على أهمية مبادرة السلام العربية لعام 2002 والحاجة الماسة لأن يظهر طرفا الصراع، من خلال سياساتهما وأفعالهما، تقدماً حقيقياً لحل الدولتين. وقررت دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة مواصلة العمل معاً للمضي قدماً في هذا الخصوص، وتعهدت بمواصلة الوفاء بتعهداتها لإعمار غزة بحيث تشمل التعهدات التي التزمت بها في مؤتمر القاهرة في أكتوبر 2014. أعرب القادة عن قلقهم بشأن التأخير في انتخاب رئيس جديد للبنان وناشدوا كافة الأطراف للعمل على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، مؤكدين على أهمية تحرك البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفق الدستور. وأكدوا تصميمهم على دعم الحكومة اللبنانية في تصديها لتنظيمي داعش والنصرة اللذين يهددان أمن واستقرار لبنان. تعهد القادة بتوطيد العلاقات الأمريكية الخليجية بشأن هذه القضايا وغيرها من القضايا الأخرى من أجل بناء شراكة استراتيجية قوية ودائمة وشاملة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والازدهار الإقليميين. واتفقوا على عقد اجتماعهم المقبل في عام 2016، بهدف التقدم والبناء على الشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تم الإعلان عنها.