طرح 40 طبيبا استشارياً من المختصين في علاج أورام القولون، مشروعاً وطنياً للكشف المبكر عن مرض السرطان، وتطبيقه بالنظم الصحية لمواجهة خطر الإصابة الذي بدأ في الإنتشار بين الرجال والنساء. ووضع نخبة من الأطباء الذين اجتمعوا من مختلف مستشفيات مناطق المملكة، أبرز الرؤى الطبية الوقائية والعلاجية، إضافة إلى القواعد الارشادية للاكتشاف المبكر والعلاج الحديث، وهو ما يسمى بالبروتوكول الطبي المعتمد من أفضل المنظمات والمراكز الأوروبية والأمريكية، وذلك خلال ملتقى تبادل الخبرات لدى مختصي واستشاريي سرطان القولون. وأوضح رئيس قسم الأورام بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض استشاري أورام القولون الدكتور عبدالله الشرم، أن برامج المكافحة والوقاية من السرطان أحد التوجهات العالمية المهمة لمعظم النظم الصحية الحديثة، نظراً لما لهذه المجموعة من الأمراض من بُعد اجتماعي وإنساني وعبء صحي واقتصادي كبير، مبيناً أن مريض السرطان بشكل عام يكلف ما يقارب ال «مليون» ريال سنوياً، وهذا يشكل عبئا اقتصاديا من الممكن تجاوزه من خلال وضع رؤى وقائية، منها الكشف المبكر. وأشارإلى أن سرطان القولون ينتشر بنسبة عالية، وأصبح هناك ظهور لعديد من الحالات في سن مبكرة ما بين ال20 وال30 سنة ما يزيد في أهميته كمشكلة للصحة العامة في المملكة، مبيناً خلال ورشة عمل نظمتها «روش» الطبية أمس الأول بالرياض بحضور ما يقارب 40 استشارياً مختصاً في أورام القولون بهدف تبادل الخبرات وطرق العلاج، ومايزيد من خطورة سرطان القولون أن ما يقارب من 50%-60% من الحالات تصل إلى الأطباء في المرحلة الرابعة من الإصابة، وهي مرحلة متقدمة من المرض تقلل عندها نسب الشفاء وتزيد فرص الوفاة خلال السنة الثالثه أو الرابعة من الإصابة. وأكد الدكتور الشرم بأن سرطان القولون في مراحله الأولى تتجاوز فيه نسبه الشفاء 90 %، وتكمن الإشكالية في أورام القولون في الدرجة المتأخرة (الانتشار)، حيث إن نسبة الشفاء قد لا تتعدى 5 %. وبين أن 30%-40% من أورام القولون تبدأ على هيئة لحميات، وقد يستمر ذلك ما بين 10و15 سنة للوصول إلى المرحلة السرطانية.