في فجرٍ لم يُشهد له مثيل، بايع السعوديون أصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، أحفاد المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، على السمع والطاعة. وأبارك لسموهما وللوطن الثقة الملكية الكريمة بتعيينهما ولياً للعهد ووليا لولي العهد، كأول رجلين على هرم القيادة للمملكة الحبيبة بعد مليكنا المفدى سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بعد تنحي الأمير المحبوب ورجل الدولة بحق الأمير مقرن. هذه الثقة الملكية الكريمة في مثل هذا الظرف، وهذه القرارات الحازمة من سلمان الحزم، رسمت معالم الدولة السعودية للسنوات المقبلة بوضوح تام، ورمى بتحليلات (أو بالأحرى خزعبلات) محللي الوهم الذين كانوا يعتقدون أنهم على دراية بخبايا الداخل السعودي لسنوات طويلة عرض الحائط. حزم وعزم وتكاتف وسرعة قرار وروح شباب متقد عزيمة ومحبة لإكمال المسيرة، ورفعة هذا الوطن الغالي لأعلى المنابر العالمية، هكذا بوضوح أُعلن شعار المرحلة. ورغم أن القرارات الملكية الأخيرة حملت بين طياتها خبراً أحزن كثيرين، بتنحي أسد الدبلوماسية والسياسي المحنك سمو الأمير سعود الفيصل بعد 40 سنة من العمل المتواصل بلا كلل ولا ملل، بمختلف الظروف السياسية والاقتصادية المتذبذبة رغم ما يعانيه -شفاه الله- من ظروف صحية صعبة، إلا أن حقيقة أن يشغل هذا المركز الأكثر استقراراً في المملكة، شخص بخبرة وتجربة وقوة حضور معالي الأستاذ عادل الجبير، الذي كان قد دخل السفارة السعودية في أمريكا متدربا لإجادته اللغة الإنجليزية آنذاك، فهذا بلا شك دليل آخر على ثقة خادم الحرمين الشريفين بالشباب وروح الشباب وحماس الشباب، لقيادة المملكة في السنوات المقبلة بكفاءة واستقرار. في ليلة وضحاها أعاد سلمان ترتيب الأوراق الأمنية في المنطقة، ولم ينتظر كثيرا حتى أعاد ترتيب الأوراق الداخلية، لتتماشى مع رؤيته وتوجهه وإيمانه بأن المملكة شباب لا يشيخ ومنجم كفاءات لا ينضب. بالحزم، أعاد سلمان رسم قواعد اللعبة، وبالثقة اللامنتهية بروح الشباب، يؤسس سلمان لفجر حزمٍ متجدد.