الحديث دائماً عن محاسن أشياء معينة، يعتبر نوعاً من فنون التسويق لذلك الشيء، لأجل التعريف به، وإشهاره عند الآخرين، لكي يصبح ذلك الشيء متداولاً لدى الجميع، وحينها يكون التسويق قد حقق أهدافه. الفنانة اليمنية بلقيس، طرحت مؤخراً «كليب» لأغنيتها «DJ»، هذا ال «كليب» شدني كثيراً من ضخامة الفكر التسويقي، الذي بُذل فيه، لكن في اعتقادي أنه تحوَّل إلى أمر سلبي، وهو ما يسمى ب «التسويق العكسي»، الذي هو في الواقع يسيء إلى ال «كليب» أكثر مما يفيده. وفي الحقيقة لم أجد مبرراً في إقحام تنافس قطبي الرياض «الهلال، والنصر» في «كليب» غنائي. هل هو لأجل تحقيق مكاسب تسويقية على حساب جماهير الناديين؟! ربما يكون هذا الأمر مزعجاً، خصوصاً لجماهير الهلال، لترسيخه فكرة أن جماهير الهلال هم من «البنات»، بعدما أظهر ال «كليب» أطقم النصر ب «شياكة رجالية»، وأطقم الهلال ب «شياكة نسائية»، ومما لا شك فيه أن هذا الأمر يولِّد التعصب بين جماهير الفرق، وأيضاً يوجه إساءة إلى جماهير الكرة السعودية عامة، عندما يستغل من خلال مثل هذا ال «كليب» لتمرير بعض الإسقاطات، ومحاولة ترويجها بشكل فني، وجماهيري! ومن منظوري أن الشيء الذي يسوَّق له بشكل ضخم، يكون ذلك إما لضعف جودة ذلك الشيء، أو محاولة لتضليل الجماهير من خلال إخفاء بعض العيوب، والتستر تحت عباءة التسويق. والأمر الذي يؤكد ضخامة التسويق بشكل غريب، هو كثرة عدد النجوم في هذا ال «كليب» لدرجة أصبح يصعب معها معرفة عدد مَنْ ظهر فيه بسبب سرعة الظهور، وكأن ذلك لمجرد التعداد فقط، أكثر من كون الشخص «فناناً تمثيلياً» داخل ال «كليب». وأنا لا أستغرب عندما «يكسر الكليب» رقم المليون مشاهدة في ثلاثة أيام على «يوتيوب»، وذلك بسبب التأثير على جماهير النجوم المشاركين فيه. وعلى الرغم من أنني متأكد من أن صوت بلقيس مرغوب فيه، ولا تنقصه جودة، وجماهيريتها ليست قليلة، كما أن الأغنية جميلة، لكن في المقابل لا أجد مخرجاً، أو عذراً لضخامة التسويق في هذا ال «كليب»، وأعتقد أن الفنانة بلقيس لم توفق فيه، وسقطت في فخ التسويق. وأتساءل أخيراً: هل جماهير الهلال حساسة نوعاً ما تجاه ناديها؟! أم أن «الكليب» فيه إساءة مباشرة لجماهير الهلال؟!