تضع الشركة السعودية للكهرباء تنمية مواردها البشرية في مقدمة أولوياتها وتوليها اهتماماً كبيراً، بالعمل على تحفيزها وشحذ هممها وجعلها قادرة على الارتقاء بمستوى الأداء ورفع كفاءة الإنتاجية من خلال الحرص على تدريبها وتطوير قدراتها بإخضاعها لبرامج تأهيل وتدريب متخصصة ، كما تهتم الشركة باختيار وتطوير الموظفين وتخطيط مساراتهم الوظيفية بما يرفع ويضمن كفاءتهم لشغل كافة المناصب بالشركة. انطلاقاً من هذا الإدراك، واصلت الشركة جهودها لتدريب وتطوير وتنمية الموارد البشرية، والتي أثمرت عن تحقيق نمو ملحوظ في مجال توطين الوظائف ، حيث وصلت نسبة التوطين بنهاية 2014م إلى 87% من مجموع العاملين البالغ عددهم (35,373) موظفاً. وقد توجت الشركة هذه الجهود الملموسة في مجال استقطاب وتوظيف وتدريب السعوديين بحصولها على عدة دروع وجوائز وشهادات تقديرية لدورها البارز في ذلك. وفي هذا السياق عقدت الشركة عدداً من الدورات القصيرة لتطوير مهارات الموظفين، وقد بلغ عدد المشاركات فيها (61,551) مشاركة لعام 2014. ويركز البرنامج على العناصر البشرية باعتبارها «الأصول الأغلى لدى الشركة» من خلال استقطاب الكفاءات المهنية الفنية والإدارية عن طريق برامج التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة وبرامج إدارة القادة والمواهب، لتصبح الشركة واحدة من أهم الجهات الجاذبة للمواهب في المملكة من خلال عدة محفزات من بينها زيادة مكافآت متميزي الأداء من كوادر الشركة عن طريق الوفر المتحقق جراء الأفكار الإبداعية. ويوجد لدى الشركة برنامج تدريب وتأهيل غير الموظفين (تدرج) أو التدريب الصناعي ITP، وهو أحد البرامج الهامة التي تقدمها معاهد تدريب الشركة في مناطق الاعمال المختلفة، ويعد بمثابة البرنامج الرئيس لتخريج دفعات عديدة من الفنيين الذين ساهموا في رفع نسبة التوطين في الشركة ، مع الالتزام بجودة العملية التدريبية ، وبما يتناسب مع متطلبات الإدارات المستفيدة، حيث تتراوح مدة التدريب من 5 إلى 10 فصول تدريبية، مدة كل منها 10 أسابيع، وذلك حسب التخصص. ويشتمل البرنامج على عدد متنوع من التخصصات التي نحتاجها مثل تخصصات الكهرباء والإلكترونيات والتحكم بالإضافة الى تخصصات الميكانيكا، والمساحة وإدارة المكاتب. أما برنامج «تأهل»، فهو برنامج تقدمه الشركة للموظفين السعوديين الجامعيين حديثي التخرج ، ويهدف إلى تنمية وتطوير كفاءاتهم من خلال وضع خطط منظمة ومدروسة يُشارك في وضعها الموظف مع إدارته وتساعده في الحصول على المهارات والخبرات المهنية والإدارية والإجرائية اللازمة للوصول بالعمل إلى أفضل درجة من الأداء ، وتمكنه من القيام بعمله في الشركة بكفاءة عالية تمهيداً لإحلاله محل العمالة الوافدة ، والوصول ببرنامج السعودة الى النسب المخطط لها . وتشتمل الخطة التطويرية والتي توضع لكل مشارك بهذا البرنامج على مهام وظيفية متعددة لها صلة بمختلف الأنشطة والأعمال داخل الإدارة التي يعمل بها الموظف ، بالإضافة إلى عدد من المهارات السلوكية المبنية على الجدارات التي يجب ان يتحلى بها أي موظف في الشركة السعودية للكهرباء. ومدة هذا البرنامج (24) شهراً. وخلال العام 2014 م تم توظيف (1,015) من خريجي الجامعات وإلحاقهم ببرنامج تأهيل، ليبلغ اجمالي المشمولين بالبرنامج حتى نهاية العام (1,850) جامعياً. وقد حقق هذا البرنامج أهدافاً ملموسة ومؤثرة في عملية السعودة التي تنتهجها الشركة. وفيما يخص القبول بتلك المعاهد للتدريب، فإنه يتم سنوياً حصر احتياج الانشطة من متدربي برنامج التدريب الصناعي ، من خلال لجنة مركزية ترجع إلى رئيس النشاط مباشرة وتعمل هذه اللجنة بالتنسيق مع دائرة تطوير المناهج بفرز هذا الاحتياج السنوي من التخصصات الفنية، ومن خلال موقع الشركة الرسمي يتم التقدم للالتحاق بالبرنامج، وقد وصل عدد المتقدمين في العام 2014 الى ما يقارب من 75 الف متقدم مما يدل على مكانة الشركة واهميتها، ورغبة الشباب بالانضمام إليها كسواعد فنية تساهم في مسيرة الشركة نحو العالمية. ظلت معاهد التدريب تعمل لما يقارب أل 30 عاماً على تدريب الشباب السعودي وتأهيل الكوادر واستقطابها للعمل بجميع قطاعات الشركة، وبالتالي تزويد الأنشطة المختلفة بالشركة باحتياجاتها من جميع التخصصات الفنية والادارية. ويعد معهد تدريب المهندس يوسف بن عبدالله الحماد بالرياض أقدم معاهد الشركة ، حيث أنشي عام 1403 ه فيما أُنشيء معهد تدريب الدمام عام 1409ه، وفي عام 1413 ه تم إنشاء معهد تدريب جدة بينما أُنشيء معهد تدريب أبها عام 1419ه، وتتوفر بالمعاهد الأربعة 71 ورشة تتسع لنحو 1000 متدرباً وكذلك 36 معملاً يمكنها استيعاب 500 متدرباً فيما يبلغ عدد الفصول والقاعات بالمعاهد الأربعة 61 فصلاً وقاعة. كما يتوفر بها ثمان ساحات تدريب ميداني مجهزة بأحدث الوسائل التدريبية الميدانية وتتسع لقرابة 125 متدرباً، وتستوعب معاهد التدريب بالشركة ما يقرب 1700 متدرباً ومشاركاً سنوياً في الدورات التدريبية المختلفة طويلة المدى. وانضم المعهد السعودي التقني ببيش مؤخرا لمعاهد الشركة كإضافة جديدة في مسيرة التدريب والتأهيل والتطوير في الشركة إذ أنه سيسهم في تدريب أكثر من 400 طالب يتم تأهيلهم من خلال الخبرات العالمية. وتولى الشركة التدريب الخارجي، اهتماماً كبيراً بحسب احتياجاتها من خلال تسهيل وتشجيع النهل من المعلومات التقنية والفنية ، وتشجيع البحث العلمي وتبادل الخبرات ، ودراسة المستجدات والتطورات في مجال الطاقة الكهربائية في أهم المؤسسات العلمية بالخارج بهدف مجابهة التحديات المستقبلية للكهرباء في المملكة، كالطلب المتزايد عليها وتأطير صناعتها وتحسين الخدمات المقدمة وتطوير أساليب العمل وخفض التكاليف التشغيلية. وقد أبرمت الشركة اتفاقية تعاون مشترك مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تقضي بابتعاث عدد من الطلاب الدارسين بالجامعة ، على أن تتحمل الشركة كافة المصاريف الدراسية الخاصة بهم بالإضافة الى منحهم مكافأة شهرية قدرها 3 الاف ريال ، بالإضافة الى تحمل مصاريف الكتب الدراسية والتأمين الطبي خلال فترة الدراسة، وعند انتهاء دراستهم يتم توفير فرص وظيفية مميزة لهم بالشركة. لم يقتصر تطوير كوادر الشركة من السعوديين فقط على الاهتمام بالأداء الوظيفي الفني ومعاهد التدريب، بل تعدى ذلك الى إعداد القيادات وتطويرها إدارياً وفكرياً من خلال مركز متخصص أسسته الشركة وفق أحدث الأساليب والتقنيات الحديثة للتدريب القيادات الحالية والمستقبلية على ممارسة المهارات الإدارية المطلوبة والتفاعل مع القيادات العليا، وهو «المركز التنفيذي لتطوير القياديين». ويهدف المركز، الذي تم تأسيسه على أحدث الطرز العالمية وشاركت في إنشائه شركات عالمية رائدة في هذا المجال ، ويُشرف عليه فريق من الخبراء الدوليين، في تنمية المهارات الخاصة بالقيادة الإبداعية للمساهمة في تغيير ثقافة العمل بالشركة وتطويرها بما يتناسب مع النمو المستمر بها على المستويين المحلي والعالمي، بالإضافة الى صقل مهارات المناقشة لدى الكوادر القيادية بالشركة والقدرة على الاستنتاج الاستراتيجي السليم من خلال مشاريع مشتركة، وكذلك صقل المهارات الإدارية بأساليب علمية حديثة للقيادات الحالية والمستقبلية من أبناء الوطن لضمان استمرارية القيادة الإبداعية الملهمة.