لم يتوقع الإيرانيون وأتباعهم ممن أسكرهم حلم الإمبراطورية الصفوية، أن يكون الرد حازما وسريعا من المملكة ودول الخليج، للحد من أطماعهم، وهدم ما خططت له الثورة الخمينية عام 1979م، كما أفقد قرار عاصفة الحزم صواب ملالي إيران، فقد كانت أطماعهم في المنطقة واضحة، رغم ما كانت تبديه من حسن النيات، والحرص على العلاقات الأخوية الجيدة مع دول المنطقة بخاصة دول مجلس التعاون الخليجي. وعندما قام العراق بغزو الكويت، وجد الإيرانيون البوابة التي يبدأون من خلالها مخططهم، حين قامت الولاياتالمتحدة بغزو العراق عام2001م، واتضح الهدف من الغزو بعد انسحاب الجيش الأمريكي عام 2011م، بعد تقسيم العراق وتدميره، وتسليمه لإيران التي بدأت منه وبدأ منه بمدها الصفوي. عندما قامت الثورة الإيرانية، أيقنت دول الخليج أنها ثورة شعبية تلبي رغبة الشعب الإيراني في التغيير والثورة على الإمبراطورية البهلوية، وظن كثير من المحللين السياسيين أنه اختيار الشعب، ورغبته في الانتقال من الحكم الملكي إلى نظام ديني يحكمه الملالي المتشددون، وكان الأمل في حدوث التغيير إلى الأفضل لا إلى الأسوأ، لكن ملالي النظام الإيراني صبوا اهتمامهم في تصدير الثورة، وتبديد ثروة إيران النفطية في أعمال الغزو وصنع أسلحة الدمار الشامل وتهديد دول المنطقة، في الوقت الذي كان الشعب الإيراني يأمل في الرفاهية والاستقرار، فأصبح غالبيتهم مهاجرين أو لاجئين في دول الغرب. حين قامت الثورة الإيرانية الخمينية، نشبت الحرب بين إيرانوالعراق التي استمرت تسع سنوات، استنزف فيها اقتصاد المنطقة، وتضررت مشاريع التنمية فيها وتعطلت كل أساليب التطوير والحضارة، وكان من أبرز تأثيرات تلك الحرب، حرب الناقلات التي منعت من العبور عبر مضيق هرمز، فتوقف تصدير النفط لدول العالم. إن إيران لم تشهد منذ قيام نظام الدولة الفارسية الخمينية لا نماء ولا استقرارا، فهي ترزح تحت وطأة نظام دكتاتوري متشدد، اغتال حكام الملالي المتشدد على مدى أكثر من 35 سنة، كل الحريات والحقوق الإنسانية وأبسط قوانين الأنظمة الديمقراطية، لذا أصبح الشعب الإيراني، وغالبيتهم من المعارضين لحكم الملالي الديكتاتوري المصدر للإرهاب وزرع الفتن، إما في غياهب السجون أو كمهاجرين منفيين خارج إيران. ولا يستثني النظام الإيراني أي معارض حتى إن كان من أئمة المراجع الشيعية من المعتدلين، الذين يرون في تصدير الثورة والمد الصفوي تحالفا مع الصهيونية وأطماعها التوسعية، ويرون أن إنشاء الدولة الصفوية الفارسية، لا يحقق أحلام الإيرانيين وما تحتاجه بلادهم من استقرار ورخاء وتنمية. مشروع إيران الشيعي الصفوي، لا يشكل خطرا يهدد المملكة ودول الخليج فحسب بل يهدد المنطقة والعالم بأسره. يقول د.عبدالله النفيسي، خبير السياسة الإيرانية الاستراتيجي، إن الإيرانيين وهم يحتلون أراضي عربية في الأحواز والجزر الإماراتية، يشعرون بعزلة ثقافية ويحملون الكراهية للعرب، وهم يتشبهون في هذه الكراهية بيهود إسرائيل المتعصبين، وأكد أن مخطط إيران في المنطقة لا يقل خطورة عن المخطط الصهيوني، بل هو يتقاطع معه ويحقق نفس أهدافه، ببسط نفوذ التشيع وفرض سياسات التقسيم. فما هي أحلام إيران التي تبخرت بالعاصفة؟ هذا ما سأتناوله في مقالي القادم.