جدَّد السفير السعودي في لبنان، علي عسيري، اتهامه لجهات إقليمية لم يسمِّها بأنها لا تريد الخير لليمن، وقال إنها غررت بفئة من اليمنيين لتحقيق مصالحها، منتقداً الطريقة الانفعالية التي يتعاطى بها فريق لبناني مع الموضوع اليمني، فيما أعرب سفراء دول تحالف «عاصفة الحزم» المعتمدين لدى لبنان عن استيائهم من حملات الإساءة التي تتعرض لها الرياض من جهات سياسية وإعلامية لبنانية، مبدين تضامنهم مع الإجراءات السعودية ضد هذه الحملات. وقال عسيري، خلال استقباله أمس في مكتبه سفراء ثماني دول مشارِكة وداعمة ل «عاصفة الحزم»، إن الجهات الاقليمية التي لا تريد الخير لليمن اتجهت الآن لتغطية مساوئها عبر انتقاد المملكة وقيادتها ومحاولة تشويه صورتها «فيما العالم بأكمله يعرف حقيقة علاقات الجوار التاريخية بين المملكة واليمن والوقفات والمساعدات الأخوية التي لا تحصى والمقدَّمة من قيادة المملكة إلى الشعب اليمني». واعتبر أن هذه الجهات غررت بفئة من شعب اليمن واستغلتها لتحقيق أهداف ومآرب تصب في مصلحتها، مذكَّراً بأهداف العمل العسكري العربية في اليمن و «هي المحافظة على الشرعية ووحدة الأراضي اليمنية وسلامة الشعب واستمرارية المؤسسات». في الوقت نفسه؛ أبدى عسيري أسفه للطريقة الانفعالية، التي يتعامل بها فريق لبناني مع الأزمة اليمنية، وتساءل «أين مصلحة اللبنانيين في المواقف التي يتخذها هذا الفريق». ولم يسمِّ السفير الجهات الإقليمية، التي تحدث عنها أو الفريق اللبناني صاحب الطريقة الانفعالية، لكن تصريحاته تشير ضمناً إلى النظام الإيراني وجماعة حزب الله. بدورهم؛ وصف السفراء الذين التقوا عسيري قرار بلدانهم بالوقوف إلى جانب المملكة وإجراءاتها في اليمن ب «قرارٍ إستراتيجي»، واستنكروا حملات الإساءة والافتراء التي تتعرض لها السعودية وسفيرها في لبنان من بعض الجهات السياسية والإعلامية اللبنانية، واعتبروا ذلك تعريضاً لمصالح لبنان وأبنائه للخطر، مؤكدين تضامنهم الكامل مع السفير ووقوفهم إلى جانبه. ويمثل هؤلاء السفراء دول الكويت، الإمارات، قطر، مصر، المغرب، الأردن، السودان وتركيا، وشهد لقاؤهم بعسيري مشاركة سياسيين وإعلاميين لبنانيين. وكان السفير السعودي في بيروت قد اعترض الأسبوع الماضي على بث التليفزيون اللبناني الرسمي حواراً مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، نقلاً عن قناة إخبارية تابعة للنظام السوري كونه تضمَّن إساءةً للمملكة، ما دفع وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية، رمزي جريج، إلى الاعتذار. وعقب بدء «عاصفة الحزم» في 26 مارس الماضي؛ ألقى الأمين العام لحزب الله خطاباً هاجم فيه السعودية ودول الخليج، وردَّ السفير عسيري حينها بإصدار بيان اتهم فيه نصر الله بالافتراء والتجنِّي على المملكة بغرض تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام العربي، معتبراً خطابه ترجمةً لارتباك لدى الجهات التي يمثلها، في إشارة إلى النظام الإيراني. وجاء في البيان السعودي أن الجهات، التي تدعم نصر الله وتحرِّك جماعة الحوثي لا تريد الخير لليمن وأنها مسؤولة عن دفع الوضع الأمني اليمني نحو التصعيد والتدهور بتعطيلها كل الاتفاقات السياسية، مذكِّراً بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عَمِلَت طيلة المرحلة السابقة على المساعدة في التوصل إلى حل يمني يحفظ وحدة هذا البلد وسلامة شعبه بالتنسيق مع الأممالمتحدة.