قرأ خبيران رسائل دعم فرنسي سياسي و«نووي» للمملكة بعث بها وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، خلال محادثاته مع كبار المسؤولين السعوديين أمس في الرياض. وعدَّ نائب رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى، الدكتور نواف الفغم، إجراء الزيارة في هذا التوقيت رسالةً من فرنسا مفادها أنها مستمرة في تأييد الإجراءات السعودية في اليمن. وقال الفغم، في تصريحات ل «الشرق» أمس، إن وصول فابيوس إلى المملكة بالتزامن مع دخول عملية «عاصفة الحزم» يومها ال 18 يؤشِّر على أن الدعم الدولي لإعادة الشرعية في اليمن مستمر، وأن التنسيق قوي بين الرياضوباريس بشأن الموقف في اليمن واستقرار الشرق الأوسط عموماً. ورأى نائب رئيس اللجنة الأمنية ب «االشورى» في التعاون بين البلدين بشأن الموضوع اليمني، استكمالاً لتعاونهما في ملف الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا، لافتاً إلى «تقارب واضح في مواقف الجانبين من قضايا أمن المنطقة وإحلال السلام فيها وملف النووي الإيراني». ولاحظ الفغم أن الأزمات السياسية لم تحُل دون اهتمام فابيوس بالتعاون الاقتصادي مع الجانب السعودي، وأبدى ارتياحه لإعلان الوزير الفرنسي إمكانية دعم مشروع لإنتاج طاقة نووية بشكل سلمي في المملكة دعماً لتعدد مصادر الطاقة، متوقعاً أن تكون لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على المستوى الاقتصادي. وتطابق ما ذهب إليه الفغم مع رؤية الدكتور راشد أبانمي، الذي قال إن الزيارة تضمنت عديداً من الرسائل السياسية والاقتصادية. ووصف أبانمي، وهو رئيس مركز السياسات البترولية والتوقعات الاستراتيجية، فرنسا ب «حليف قوي ومؤثر وداعم تماماً لتوجهات دول الخليج»، واعتبر الزيارة حدثاً مهماً في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وقرأ في ثناياها رسالةً فرنسية إلى الحوثيين وداعميهم مفادها أن باريس لن تسمح بما تملكه من وجود عسكري في جيبوتي بمساس المتمردين بأمن مضيق باب المندب. وتحدث عن «دورٍ مهم لهذه القوة الفرنسية في تأمين الملاحة والتنسيق مع القوات البحرية لتحالف عاصفة الحزم لمواجهة أي تهديد لباب المندب». وفي السياق الاقتصادي؛ رحب أبانمي بإعلان فابيوس إمكانية دعم مشروع نووي سلمي سعودي لإنتاج الطاقة، مشدداً على أن الاتجاه نحو الطاقة النووية السلمية بات أمراً حتمياً. وذكَّر بأن المملكة بدأت التجارب في سبعينيات القرن الميلادي الماضي لكن المشروع تعطَّل، لافتاً إلى وجوب إحيائه.