يبحث ممثلو دول منظمة التعاون الإسلامي، الذين بدأوا اجتماعاً أمس في جدة، طلب استصدار قرار من وزراء خارجية الدول الأعضاء بشأن الأوضاع في اليمن، في وقتٍ جددت الأمانة العامة للمنظمة تأييد عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقتها المملكة في اليمن استجابةً لدعوةٍ من رئيسه الشرعي. وقال مندوب المملكة لدى «التعاون الإسلامي»، السفير محمد أحمد طيب، إن اجتماع ممثلي دول المنظمة على مستوى كبار الموظفين سيبحث طلب استصدار قرار من مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء يدين بشدة الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن ويؤيد عملية «عاصفة الحزم». وينتهي اجتماع ممثلي دول المنظمة على مستوى كبار الموظفين، غداً الثلاثاء، وهو بمنزلة تمهيد لاجتماع مجلس وزراء الخارجية ال 42، الذي تستضيفه دولة الكويت في 27 و28 مايو المقبل تحت عنوان «الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب». وإضافةً إلى الموضوع اليمني؛ يناقش اجتماع جدة «القضية الفلسطينية، والنزاعات في العالم الإسلامي، ومكافحة الإرهاب الدولي، والإسلاموفوبيا، وتشويه صورة الأديان، والشؤون الإنسانية والقانونية والمسائل التنظيمية والتأسيسية العامة، والإعلام، وبرنامج العمل العشري»، بحسب بيان صدر عن المنظمة أمس. وقال مندوب المملكة، السفير محمد أحمد طيب، في كلمةٍ ألقاها خلال افتتاح الاجتماع إن «التحديات المشتركة التي تواجه الأمة الإسلامية تستدعي تضافر الجهود لإيجاد الحلول للخلافات والنزاعات البينية والصراعات المذهبية داخل البلد الواحد». من جهته؛ اعتبر ممثل الكويت، السفير جاسم مبارك المباركي، أن الدورة ال 24 لمجلس وزراء خارجية دول «التعاون الإسلامي» تتزامن مع تحديات غير مسبوقة يواجهها العالم الإسلامي «الذي شَهِدَ بروز عصابات احترفت القتل باسم الإسلام، إضافةً إلى تشويه صورة المسلمين، الأمر الذي يوجب علينا التفرغ للدفاع عن ديننا وعقيدتنا». وأبدى المباركي، خلال كلمةٍ ألقاها بعد تسلُّم رئاسة الاجتماع من المملكة، ارتياحه لشعار قمة وزراء الخارجية المقبلة «الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب». وخلال الاجتماع ذاته؛ جدد الأمين العام ل «التعاون الإسلامي»، إياد أمين مدني، إدانته الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية في اليمن. وشدد خلال كلمةٍ له على تأييد المنظمة ل «عاصفة الحزم» ودعمها الخطوات التي اتخذتها دول التحالف بقيادة المملكة لحماية الشرعية في اليمن بطلبٍ من الرئيس عبدربه منصور هادي. وجدَّد مدني، في موضوعٍ آخر، مطالبته المسلمين بزيارة القدس، واعتبرها أمراً مندوباً ومرغَّباً فيه، بحسب قرار أصدره مجمع الفقه الدولي الإسلامي الشهر الماضي، مشيراً إلى «فوائد جمَّة للزيارة منها دعم صمود الفلسطينيين وإثبات حقنا في الصلاة في المسجد الأقصى». ووصف الأمين العام القضية الفلسطينية ب «القضية الأم»، كاشفاً عن «جهودٍ تتواصل للتحضير لقمة إسلامية تتدارس الأوضاع الخطيرة في مدينة القدس». إلى ذلك؛ أعرب مدني عن امتنانه لما يقدمه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، من اهتمام ورعاية ودعم متواصل لأعمال منظمة التعاون الإسلامي وأنشطتها، مؤكداً أن المنظمة تبذل جهوداً في عدة قضايا إسلامية «من بينها الأوضاع في سوريا وليبيا والصومال ومالي ودول الساحل الإفريقي وأفغانستان والسودان وآسيا الوسطى والعراق وكشمير، إضافة إلى ملفات الإرهاب والتطرف والأقليات المسلمة».