بعد يومٍ على اجتياح تنظيم القاعدة مدينة المكلا (عاصمة محافظة حضرموت) وسيطرتهم عليها؛ أفاد شهود عيان ومصادر بدخول مقاتلين قبليين المدينة أمس السبت لطرد مسلحي التنظيم. وشاهد سكان في المكلا مسلحين من «حلف قبائل حضرموت» وهم يدخلون المدينة على متن شاحنات صغيرة، فيما أفادت مصادر عسكرية بأن مقاتلي الحلف سيطروا على قاعدتي الشحر والريان العسكريتين الواقعتين شمال شرق المدينة «تمهيداًُ لاستعادة السيطرة عليها». وكان الجيش انسحب من القاعدتين أمس الأول، ولم يتضح على الفور سبب انسحاب الجنود؛ وسط اتهامات للرئيس السابق علي عبدالله صالح بمساعدة القاعدة على السيطرة على عاصمة حضرموت. وعزَّز هذه الاتهامات إفادة مصادر محلية بوقوع قتال أمس بين قبائل حضرموت ومسلحين موالين لصالح في منطقة الأدواس قرب المدينة؛ إذ حاولت ميليشيات صالح منع القبائل من التقدم لمحاربة القاعدة، بحسب المصادر. وكان حلف قبلي في المحافظة أعلن أنه يعتزم التقدم صوب المكلا واستعادة الأمن بعدما حلَّت عناصر تنظيم القاعدة محل الجيش واقتحمت البنوك والسجن الرئيس. وأصدر الحلف بياناً جاء فيه أنه «نظراً لما استدعت الظروف الأمنية التي تعرضت لها مدينة المكلا وما يمليه واجبنا تجاه عاصمتنا وأبنائنا؛ فقد تداعت قيادة حلف قبائل حضرموت على توجيه قوة من أبناء الحلف والزحف تجاه المكلا للمساهمة والمشاركة في حفظ أمن واستقرار المكلا وباقي مدن المحافظة». وكان مسؤولون يمنيون ذكروا أن مقاتلين من القاعدة اقتحموا سجن المكلا الخميس الماضي وحرروا 150 سجينا بينهم قيادي بارز في جناح التنظيم في اليمن، ويدعى خالد باطرفي، فيما أفاد سكان بأن مقاتلي التنظيم اقتحموا البنوك وأحرقوا مبنى البث التلفزيوني.