شهدت مناطق الرياضوالشرقيةونجران و الأجزاء الشرقية من مرتفعات جنوب غرب المملكة، أمس، رياحاً نشطة مثيرة للأتربة والغبار، ألزمت بعض المواطنين والمقيمين المنازل، فيما سيطرت حالة من الاستنفار والطوارئ على المنشآت الصحية. واستقبلت مستشفيات حائل والمراكز الصحية أمس خلال ال 24 الساعة الماضية أكثر من 700 حالة لمرضى الربو، واستقبلت مستشفيات منطقة الرياض قرابة 730 حالة طارئة. وتسببت موجة الغبار والأتربة في تضاعف عدد المصابين بنوبات الربو وأمراض حساسية الشعب الهوائية، خصوصاً بين الأطفال وكبار السن الذين اصطحبهم ذووهم إلى المستشفيات للحصول على الأوكسجين والمهدئات التي تساعد في تجاوز نوبات الربو. واجتاحت موجة غبار شديدة منطقة نجران ومحافظاتها أمس وتسبّبت في إثارة الأتربة، وتدني مستوى الرؤية الأفقية بشكل كبير مما أدى إلى توقف جميع رحلات الطيران من وإلى مطار نجران الإقليمي. وعلقت الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة نجران الدراسة في جميع مراحل التعليم العام بالمنطقة. ونصحت وزارة الصحة المواطنين والمقيمين، خاصة مرضى الربو أو المصابين بالأمراض الصدرية بعدم التعرض للغبار والأتربة التي تمر حاليًا بالمملكة، والبقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا عند الضرورة. كما طالبت الوزارة بارتداء الكمامات الطبية الوقائية أثناء الخروج من المنزل أثناء موجة الغبار، لافتة النظر إلى أن ذرات الغبار تعمل على تهييج الجهاز التنفسي مما يتسبب في حساسية الأنف. وأشار موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى استمرار الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من كيلومتر واحد ( 1 كم) على المنطقة الشرقية والأجزاء الجنوبية لمنطقة الرياض تمتد حتى مناطق نجران والأجزاء الشرقية لمنطقة عسير والباحة وجازان كما تتأثر الرؤية الأفقية بالأتربة المثارة والعوالق الترابية على مناطق مكةالمكرمة والمدينة المنورة (تشمل الأجزاء الساحلية) وأجزاء من شمال ووسط المملكة في حين تتهيأ الفرصة لتكون السحب الركامية على مرتفعات عسير وجازان فترة ما بعد الظهيرة. وأشار الموقع في تحذير متقدم باللون الأحمر إلى تعرض منطقة نجران لأتربة مثارة تتسبب في شبه انعدام في الرؤية. واستنفرت موجة الغبار جهود عدد من الإدارات الحكومية في المنطقة؛ حيث رفعت أقسام الطوارئ بمستشفيات المنطقة درجة الاستعداد لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى، الذين قد يتعرّضون لمشكلات صحية من جرّاء موجة الغبار التي تشهدها المنطقة منذ صباح أمس. وأوضح الناطق الإعلامي في تعليم نجران حمد آل شرية أن تعليق الدراسة ليوم الخميس فقط، موضحا أن هذا القرار يأتي بسبب موجة الغبار التي تمر بها المنطقة صباح أمس وذلك من أجل توفير السلامة لمنسوبي ومنسوبات المدارس من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات، ومن منطلق حرص الإدارة على سلامة أبنائنا الطلاب والطالبات. إلى ذلك أعلنت جامعة نجران صباح أمس تعليق الدراسة في جميع كلياتها وفرعها في شرورة للطلاب والطالبات وذلك بسبب موجة الغبار الشديدة التي تجتاح منطقة نجران. كما شهدت الطرق السريعة والشوارع الرئيسة حالة استنفار لدوريات الأمن والمرور، وعند الإشارات المرورية وفي التقاطعات. من جانبه قال المتحدث الرسمي لهيئة الهلال الأحمر في حائل حمد الطيار إن عمليات الهلال الأحمر تلقت ( 36) بلاغ حادث وتصادم يوم الأربعاء تزامنا مع حالات الجو التي شهدت تقلبات وعوالق رملية في حائل. وأوضح مدير إدارة العلاقات والإعلام الصحي بصحة الرياض سعد بن مسفر القحطاني، أن جميع مستشفيات المنطقة استقبلت الحالات الطارئة ممن يعانون من مشكلات تنفسية أو أزمات ربو. وأشار القحطاني إلى أن مستشفى الزلفي العام استقبل 264 حالة حتى صباح أمس، كما استقبل مستشفى البجادية العام 65 حالة، فيما استقبل مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية 45 حالة. كما استقبل مستشفى الإيمان العام 40 حالة، تلتها مستشفيات الدوادمي، ورويضة العريض، وساجر، وحوطة سدير، بأعداد تراوحت ما بين 30 إلى 40 حالة، فيما استقبلت مستشفيات تمير وشقراء والقويعية ونفي قرابة 30 حالة. وسجل مستشفى حوطة بني تميم ومستشفى الخاصرة 7 حالات 4 بمستشفى حوطة بني تميم وثلاث حالات بمستشفى الخاصرة. وأكد القحطاني استمرار درجة الجاهزية العالية في جميع أقسام الطوارئ بمستشفيات الرياض لاستقبال أي حالات أخرى خلال ال 48 ساعة المقبلة، داعياً جميع مرضى الربو والجهاز التنفسي إلى عدم التعرض للتيارات الهوائية تجنبا لأي مضاعفات صحية. وقال مركز معلومات الإعلام والتوعية الصحية في وزارة الصحة في بيان أصدره أمس، تزامنًا مع ما تتعرض له حاليًا بعض مناطق المملكة من موجة غبار: «هناك إرشادات صحية تساعد – بإذن الله – في حماية وسلامة أفراد المجتمع أثناء هبوب الرياح والموجات الغبارية كتجنب التعرض المباشر للغبار والعوالق الترابية خلال هبوب العواصف الرملية ووجود العوالق الترابية، وعدم الخروج إلا للضرورة. ومتابعة أخبار النشرات الجوية عبر التليفزيون، أو الإذاعة، أو من خلال موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة». كما أكد ضرورة إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ لمنع دخول الغبار إلى المباني والمنازل، وإعطاء مزيد من الاهتمام بالنظافة الشخصية خلال هذه الفترة من السنة التي يكثر فيها هبوب الرياح، بالإضافة إلى أهمية تنظيف المنازل/المباني بشكل جيد من آثار الغبار، خاصة غرف النوم والأغطية والفرش. ونصح المركز بارتداء الكمامات الطبية أو استخدام فوطة أو شاش مبلل أثناء هبوب العواصف الرملية إذا كان الفرد خارج المبنى أو عند الضرورة، مع التنبيه على ضرورة استبدال تلك الكمامات باستمرار، وعدم مغادرة المنزل بالنسبة لمرضى الربو والجهاز التنفسي في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة، واتباع إرشادات الطبيب بدقة، واستخدام الأدوية لتجنب الإصابة بالأزمات الربوية وفق إرشادات الطبيب، وكذلك الحرص من قِبَل من أجريت لهم عمليات جراحية مؤخرًا في العين أو الأنف، وتجنب الخروج في مثل هذه الأجواء. ودعت وزارة الصحة إلى مراجعة أقرب مركز صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، منبهة السائقين إلى إغلاق النوافذ جيدًا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. وأكدت وزارة الصحة أن جميع مرافقها الصحية جاهزة لاستقبال الحالات الطارئة، معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تتضرر بموجة الغبار والأتربة قد اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء كبار السن أو الصغار، على الرغم مما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي، خاصة المصابين بمرض الربو.