مدَّت السلطات النيجيرية أمس التصويت في الانتخابات الرئاسية التي يخيم عليها التوتر ليوم ثانٍ بعد تعطل أجهزة قراءة بطاقات هوية الناخبين ومقتل أكثر من عشرة أشخاص في هجمات بالرصاص نفَّذها متشددو جماعة بوكو حرام. ويتنافس في الانتخابات الرئيس جودلاك جوناثان والحاكم العسكري السابق محمد بخاري لنيل ثقة الناخبين الذين انقسموا على أسس عرقية وإقليمية وفي بعض الحالات طائفية. وينظر إلى الانتخابات على أنها الأولى من نوعها في نيجيريا التي تتاح فيها لمرشح المعارضة فرصة حقيقية للإطاحة بالرئيس. وباتت المخاوف من أنها قد تثير أعمال عنف حقيقة واقعية. وشهدت عمليات التصويت في 120 ألف مركز اقتراع بسائر أنحاء البلاد عدة مشكلات، فقد حضر مسؤولو الانتخابات متأخرين فيما تعطلت أجهزة قراءة بطاقات الهوية التي تمت الاستعانة بها لمنع التزوير الذي شاب انتخابات سابقة. ميدانياً شن الجيش النيجيري أمس غارات جوية وعملية برية على عناصر جماعة بوكو حرام المتشددة في ضواحي مدينة بوشي شمال شرق البلاد، كما ذكر مصدر عسكري وشهود. وخاض جنود أيضاً معارك برية ضد الإسلاميين الذين كانوا في 20 سيارة بيك-اب في قرية دونغولبي التي تبعد سبعة كيلومترات عن المدينة. وقال مصدر عسكري في المدينة طالباً عدم كشف هويته إن طائرتين حربيتين «قصفتا المواقع المعادية» خلال المعارك البرية. وأضاف أن «العملية مستمرة، لكن الإرهابيين تعرضوا لخسائر فادحة وهزموا». وقد وصل المتشددون إلى دونغولبي صباحاً وأقاموا معسكراً من أجل الاستعداد لاجتياح مدينة بوشي، كما قال موداسير همبالي، أحد سكان القرية. وأوضح همبالي «لقد وصلوا في 20 سيارة وكانوا ينقلون أسلحة ثقيلة». وقال «عندما أدركت ماذا يحصل هربت بواسطة حافلة مع عائلتي. شاهدت قافلة كبيرة من الجنود الذين كانوا متوجهين إلى القرية على طريق بوشي». وذكر أنس أوبال، أحد سكان قرية إينكيل التي تبعد كيلومترين عن دونغولبي، «شاهدت طائرتين عسكريتين تلقيان قنابل ووقعت انفجارات ضخمة أرعبت سكان القرية، وهذا ما حملنا على التوجه إلى المدينة».