وصف الشاعر محمد العلي تكريمه في افتتاح مهرجان بيت الشعر الأول، بأنه يعني الشيء الكثير له، وأنه دلالة على أن الشباب يعتزون بماضيهم. وقال العلي ل «الشرق» خلال حفل الافتتاح مساء أمس، في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام: إن «تكريم الأحياء أفعال ثقافية أخذت تشيع في الجهات الثقافية في بلادنا بتكريمها للمبدعين، ولمن أعطوا في حياتهم قبل مماتهم، وهنا تتمثل روعة مثل هذه الاحتفالات»، كما تعني له أيضاً أن هذا الجمع الكبير والاجتماع الكريم من أعلى المستويات من مثقفين وتشكيليين ومتذوقين للشعر والآدب يجدون في هذا فرصة لأن يتعارفوا ويستعيدوا ذكرياتهم الماضية أو المقبلة، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه لم يتوقع شخصياً أن يأتي هذا التكريم «في وقته» بالنسبة له، مقدماً شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز وإقامة هذا الحفل بدءاً من الفكرة، وانتهاء بالتنفيذ، وتخصيص الدورة الأولى من مهرجان بيت الشعر لتحمل اسمة. المهرجان الذي شهد حضوراً حاشداً من الأدباء والشعراء والمثقفين والتشكيليين، انطلق بافتتاح الشخصية المكرمة الشاعر محمد العلي للمعرض التشكيلي الموسوم ب «شكل»، والمقام على هامش المهرجان، بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين البارزين، وهم: بدرية الناصر، حميدة السنان، زمان جاسم، عبدالرحمن السليمان، عبدالعظيم شيلي، عبدالله الشيخ، عبدالله المرزوق، عبدالمجيد الجاروف، علي الصفار، غادة الحسن، قصي العوامي، كمال المعلم، منير الحجي، وميرزا الصالح. بعدها جاء حفل تكريم العلي، الذي تضمن تقديم كلمات خطابية، وعرض فيلم تسجيلي بعنوان «يا لفتة النهر نحو الوراء»، تناول حياته وذكرياته، وأبرز محطات تجربته الشعرية، وجوانب عديدة من حياة الشاعر، كما تناول ما مر به من مواقف، حلوها ومرها، بداية من مسقط مدينة الشاعر الأحساء، وصولاً إلى العراق حيث قضى الشاعر معظم أيام حياته الدراسية والعملية هناك. وقدمت الفرقة الموسيقية في فرع الجمعية وصلة شعرية مغناة من إحدى قصائد ديوان العلي «لا ماء في الماء»، من ألحان الراحل شاكر الشيخ، ليأتي بعد ذلك تكريم آخر قدمه شعراء، قرأوا قصائد للعلي من الديوان نفسه، وهم: جاسم الصحيح، جاسم العساكر، محمد خضر، محمد الدميني، ومحمد الماجد. واختم الحفل التكريمي للشاعر بكلمة مقتضبة ألقاها أمام الجمهور، شكر خلالها الشعراء الذين قرأوا قصائده، وكل من حضر الحفل، وكافة القائمين عليه، وعلى دعوته وتكريمه، قبل أن يلقي قصيدتين قصيرتين («تفاؤل» و «تشاؤم»)، بعدها اعتلى خشبة المسرح جميع الشعراء والتشكيليين المشاركين في حفل التكريم، وجرى تكريم العلي بتقديم الشاعر البحريني قاسم حداد نسخة من كتاب «طرفة بن الوردة»، فيما كرمه «بيت الشعر» بدرع تكريمية، ليختتم الحفل بتوجه العلي لقاعة «الفنان عبدالله الشيخ» لتدشين وتوقيع كتابين عنه صادران عن فرع الجمعية، وهما: «لا أحد في البيت» و«تلك الزرقة التي علمتنا الأناشيد». ويسعى «بيت الشعر» في فرع الجمعية، من خلال فعالياته، وهذا المهرجان بشكل خاص، إلى تقديم الشعر بصورة جديدة على المستوى البصري والحسي، يتداخل فيه المسرح، مع الموسيقى، والفنون التشكيلية، وعروض الأفلام، متجاوزاً أسلوب الإلقاء، أو الخطابة الكلاسيكية.