كشف نجم كرة اليد السعودية مناف آل سعيد أنه سيحدد مستقبله الرياضي بعد نهاية الموسم الرياضي الحالي، مشددا على أنه لن يستعجل في اتخاذ أي قرار سواء بالاعتزال أو مواصلة المشوار إلا بعد دراسته من جميع الجوانب. وبدأ مناف آل سعيد واثقا من نفسه وهو يتحدث ل«الشرق» في حوار تميز بالصراحة والوضوح، مؤكدا أنه لن يتوقف عن ممارسة كرة اليد طالما أنه قادر على اللعب، مبديا اعتزازه وفخره بتمثيله لكرة اليد السعودية مع المنتخب وعدد كبير من الأندية. وقال مناف آل سعيد الذي يشارك مع الترجي في البطولة العربية المقامة حاليا في المغرب بعد استعارته من ناديه الأهلي: «لست مغرورا، ولا يهمني ما يقال عني، وطالما أنني قادر على العطاء فلن أتوقف، ودائما ما أضع أهدافي قبل الإقدام على أي خطوة»، مبديا اعتزازه وفخره بحرص إدارة نادي الترجي على مشاركته مع الفريق في البطولة العربية، مبينا أن هذا الحرص من إدارة الترجي دليل على أنه ما زال موجودا في ملاعب كرة اليد السعودية. وأرجع مناف آل سعيد تراجع الكرة السعودية في السنوات الأخيرة إلى عدة أسباب أبرزها قلة الدعم، مستغربا في الوقت نفسه عدم الاهتمام بالمدرب الوطني رغم الجهود الكبيرة التي يقدمها مع الأندية، متمنيا أن يجد المدرب الوطني الدعم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة اليد في الفترة المقبلة. - الفوز في بداية البطولة دائما ما يكون صعبا، ودخلنا مباراة الكوكب المراكشي من أجل الفوز، وكان الهدف أن ندخل مع أول 10 دقائق في أجواء البطولة، ولكن الفريق لم يتمكن من مواصلة مشوار الانتصارات لعدة أسباب أبرزها: أن فريق الترجي يشارك لأول مرة في بطولة خارجية، كما أنه يفتقد الانسجام بين لاعبيه كونه دعم صفوفه قبل البطولة بعدد من اللاعبين أمثال مصطفى السيد، وفي المباراة الثانية الفريق اصطدم بمنافس قوي ومنظم ومعروف على مستوى الكرة المصرية وهو فريق هليوبوليس، وحاولنا أن ندخل المباراة دون ضغط وأن نستمتع بها، ولكن مع الأسف لم نتمكن من تجاوز الخطوة الثانية، وكذلك الثالثة التي كانت صعبة جدا، وعموما الفريق خذلته الخبرة رغم أننا كلاعبي خبرة علينا أن ندخل الفريق في أجواء البطولة، ونقوده إلى الدور نصف النهائي. -بصراحة أنا أول من شعر بالقلق عندما تعرض حسين إخوان للإصابة لأنها صعبت وضع الفريق، ولا أخفيك سرا إذا قلت أنني وحسين إخوان كنا متفقين قبل وصول بعثة الفريق إلى أغادير أننا سندخل تحديا كبيرا، وبحكم خبرتنا وثقة مجلس إدارة نادي الترجي برئاسة إحسان الجشي والجهازين الإداري والفني، فإننا تعاهدنا على تقديم كل ما لدينا، وتكلمت مع حسين وطلبت منه أن يربط رجله ويشارك في المباراة مهما كلفه الأمر، لأن الفريق في حاجة إلى جهوده، فحسين لاعب قتالي ويعشق التحدي، ولا ننسى أن الترجي هو ناديه الذي ترعرع ونشأ فيه وكان يحاول أن يرد له الجميل، وتمنيت لو أننا تمكنا من مواصلة المنافسة، ولكننا لم نوفق. - بالعكس نحن كبلدان عربية نحتاج إلى مثل هذه البطولات، وليس من الضرورة أن تكون هذه البطولات مؤهلة إلى بطولات قارية أو دولية، وإذا ما أردنا أن نطور كرة اليد العربية فلا بد من إقامة بطولات وهذا أمر إيجابي، وبالنسبة للانسحابات فهذا مرتبط بكل ناد وظروفه، ولا تستطيع أن تجبر أحدا على المشاركة إذا ما كانت لديه عوائق أو ظروف، ومن وجهة نظري أعتبر أن البطولات العربية ضرورية ومفيدة للأندية، وفي السنوات ال 4 الأخيرة بدأت الأندية تهتم بهذه البطولات لوجود مردود لها كما هوالحال للترجي الذي يشارك لأول مرة في بطولة خارجية، وهي فرصة ثمينة ونقلة كبيرة للفريق بغض النظر عن النتائج، وأعتقد أن من المكتسبات المنتظرة من مشاركة الترجي هي أن جمهوره سيلتف حول اللعبة والفريق، كما أن هذه المشاركة ستنعكس إيجابا على مستوى الفريق ونتائجه في الدوري المحلي. - رئيس نادي الترجي إحسان الجشي خدم نادي الأهلي والنادي الأهلي لا ينسى لاعبيه ولا رجاله، وعندما بلغني إحسان برغبته في مشاركتي مع الفريق في البطولة العربية لم أتردد لأنه تربطني به علاقة أخوية، وعلى الرغم من أن مسؤولي الأهلي كانوا متخوفين من وضع الفريق في المباريات المحلية، إلا أنهم لم يرفضوا طلب الترجي، والمشرف على اليد الأهلاوية أحمد بصفر قال لإحسان الجشي «مناف وحسين تحت أمرك». وأشكر إدارة النادي الأهلي على منحي الفرصة لكي أخدم ناديا مثل الترجي من أندية الشرقية، وأشكر إحسان الجشي وأعضاء مجلس إدارته على منحي هذه الثقة، وخوض تجربة جديدة ستضاف إلى تجاربي وأرقام مشاركاتي في البطولة العربية، فقد سبق وأن مثلت النور في البطولة العربية، وكذلك الوحدة في نفس البطولة والخليج ومضر في العربية وأيضاً الآن مثلت الترجي، ومن حسن سعادتي أنني لعبت مع أقوى الأندية السعودية الأهلي والخليج ومضر والترجي وغيرها وكل الأندية التي انضممت لها هي أندية لها شأنها في كرة اليد. - طالما أنني في الملعب فأنا أعتبر نفسي صغيرا وأتعلم من الصغير قبل الكبير، وأفتخر أن تكون لدي أرقام جديدة ويفترض أن عمري الرياضي الآن قارب على الانتهاء، ولكن عندما أجد ناديا ويستدعيني للعب معه فهذا مصدر سعادة ودليل على أنني ما زلت موجودا في الرياضة السعودية، وطالما أنني قادر على اللعب فلن أتوقف. - لدي أهداف، وطالما أنني واثق من نفسي فلا يهمني ما يقال عني، وهذا ليس غرورا، وطالما أنني قادر على العطاء فلن أتوقف، وأعتقد أنه مع نهاية الموسم الرياضي الحالي سأتوصل إلى قرار بخصوص الاعتزال من عدمه، ووقتها سيكون لكل حادث حديث، ودائما ما أضع أهدافي قبل الإقدام على أي خطوة، ولا أحب أن أعيش على الأطلال، وأحرص على تطوير نفسي وأتعلم من الجميع، وبالطبع البيئة التي سأكون فيها بعد تركي الملاعب هي التي ستحكمني، وبصراحة معجب بحراسة كرة اليد وكرة القدم، واستمتع بالحراسة، والبيئة هي التي ستحدد مستقبلي سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه. - الأهلي لم يتراجع بدليل أنه ما زال موجودا في القمة، وما زال بين الكبار، ولدينا ميزة في الأهلي أنه عندما ننتهي من مباراة نفكر مباشرة في المباراة التي تليها، ولا نتوقف عند الفوز أو الخسارة أو التعادل، ولا ننظر إلى الخلف، وهذا سر من أسرار نجاح الأهلي ونتائجه الجيدة. - الوضع سيستمر في العامين المقبلين، ولكن إذا استمر الترجي على هذا المستوى وتطوير القاعدة السنية، فإنه سيكون ضمن أندية المقدمة بعد سنتين، وما أتمناه أن يستمر النادي على خططه ولا يتعرض للمحاربة التي نجدها في الأندية، وإذا حصلت الإدارة على الدعم فأتوقع أن يكون الفريق منافسا قويا وقادما بقوة. - الكتاب يقرأ من عنوانه، فنحن لو تطورنا لرأينا أين وصلت أنديتنا، فكرة اليد منذ 3 مواسم كما هي لم يطرأ عليها أي جديد، ولهذا الأمر أسباب كثيرة منها عدم وجود الدعم المادي للأندية، وتأثر الأندية بضغط المسابقات، ففي بعض المواسم يكون هناك 3 بطولات وأحيانا 5، وبصراحة مستوى كرة اليد السعودية لم يتغير منذ 3 سنوات. واللاعبون كما هم ولا توجد مواهب جديدة، ولم يظهر اسم جديد على الساحة، ولا يوجد توازن في كرة اليد السعودية، وكلنا نعلم وكما سمعنا أن إعداد المنتخب لكأس العالم كان ضعيفا جدا بسبب ضيق الوقت، واتحاد اليد لم يقصر ولكن تجهيزه مستحيل، ونشكر جميع اللاعبين الذين شاركوا مع المنتخب ونقدر جهدهم وتعبهم من أجل الوطن، ونتمنى التوفيق للأخضر في مشاركاته المقبلة. - المدرب الوطني يحصل على فرصته في بعض الأندية، ولدينا مدربون وطنيون في الهدى والصفا والخليج والابتسام والمحيط ومضر والترجي والنور، وهذه الأندية تعتمد على المدربين الوطنيين في الفئات السنية ويحققون نتائج جيدة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه أين المسؤولون عنهم سواء في اتحاد اللعبة أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب؟، فهل يعقل أن يكون راتب المدرب الوطني 2000 ريال، بينما يحصل المدرب الأجنبي على 7 آلاف ريال مع التذاكر والسكن، وبصراحة لدينا مدربون يستحقون أن يكونوا في المنتخب وليس الأندية، ومع الأسف المدرب الوطني يعاني من قلة الدعم، ولو أراد مثلا أن يلتحق بدورات فيجب أن يسافر للخارج نظرا لعدم وجود دورات داخلية وهذا أمر متعب ومكلف بالنسبة له. وفي ختام حديثي أتمنى من بعض الصحافيين أن يخافوا الله ويصونوا الأمانة التي يحملونها ولا يجاملوا أحدا على حساب الآخر.