وضع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس النقاط على الحروف، وسمَّى خلال خطابه أمس الأشياء بمسمياتها خارجاً عن صمته الطويل منذ احتلال الحوثيين العاصمة صنعاء، في وقت تواصل المليشيات الحوثية محاولات توسيع مناطق وجودها مدعومة من قبل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي لا يزال يصر على وضع نفسه كأحد أطراف التحالف الإيراني في المنطقة العربية. خطاب الرئيس هادي الذي رفض كل إجراءات الحوثي الانقلابية، أكد أن فرص الحوار في اليمن لا تزال مفتوحة أمام جميع الأطراف اليمنية بمن فيهم الحوثيون، وقال هادي إن جميع القوى السياسية بمن فيهم الحوثيون مدعوُّون إلى الحوار والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والذهاب إلى الحوار في الرياض. الرئيس هادي الذي يدرك تماماً خطورة ما يقوم به الحوثيون وحلفاؤهم على مستقبل اليمن، من دفعه باتجاه الحرب والتشظي خدمةً لمصالح حكام طهران، أوضح أنه لا تزال هناك فرص لتجاوز هذا المصير الذي يريده الحوثيون لليمن، ونبه هادي المكونات السياسية إلى استشعار خطورة المرحلة والمشاركة بفاعلية في الحوار الذي دُعِيت إليه في الرياض للخروج بحلول تجنِّب اليمن الانهيار والتشظي والانقسام والعنف والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها إلى الطريق الصحيح. الحوثيون لم ينتظروا طويلاً بعد خطاب هادي وجاء ردهم منسجماً مع دورهم وهدفهم الذي يريدونه لليمن، فأعلنوا حالة التعبئة العامة للمؤسستين الأمنية والعسكرية وهي بمنزلة حرب. اليوم بات اليمن أمام مسارين؛ مسار السلم، ومسار الحرب، وبقدر إصرار الرئيس هادي ومعظم الأطراف اليمنية على خيار الحوار والحل السلمي للبلاد، يبدو أن الحوثيين بعيدون كل البعد عن منطق الحوار والخيار السلمي، دافعين باليمن في اتجاه خيار واحد هو المواجهة والحرب الأهلية، التي لا يدركون معناها أو خطورتها، وبالدرجة الأولى عليهم قبل الآخرين.