انتقد عدد من الزوار الارتفاع الذي تشهده معظم دور النشر التي تسوِّق لكتبها في نسخة هذا العام من معرض الرياض الدولي للكتاب، ورصدت «الشرق» أثناء وجودها في المعرض وسط الأسبوع الأول من المعرض استياء الزوار من ارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذي يعده كثير منهم استفزازاً لهم. ويقول مشعل المطيري «زائر»: نحن نؤمن أن الفترة الخاصة بأيام المعرض هي فترة ذهبية ومهمة لملاك دور النشر، وعليهم استغلالها بالشكل الذي يعود عليهم بالفائدة ولكن ما يحدث ما هو إلا استفزاز، ولك أن تتخيل أن سعر أحد الكتب مختلف عن سعره في ذات الدار التي تسوِّقه خارج المعرض، كما أن أسعار بيع بعض الكتب يزيد ويختلف عن أسعار بيعها في معارض أخرى. ويضيف المطيري: «أنا أحضر كل عام تقريباً، ولكن في هذا العام وجدت أن أسعار بعض الكتب مبالغٌ فيها نوعاً ما ولا تشجع على اقتناء الكتب وقراءتها». ويزيد الزائر عمر الرشيدي بقوله: من المفترض أن تقوم إدارة المعرض بإلزام دور النشر بتحديد أسعار الكتب للزائرين ومتابعة ذلك؛ كي يستفيد الجميع سواء الزائر أو الناشر. ويشير الرشيدي إلى أن بعض الدور تحاول استغفال الزوار بعمل بعض التخفيضات على بعض الكتب بينما لو بحثت عن السعر الحقيقي لهذه الكتب خارج المعرض لوجدتها أقل بكثير مما هي عليه الآن. هذا ورصدت «الشرق» خلال جولتها خلو غالبية دور النشر من الكتب المسعَّرة والموضح سعرها مسبقاً، وهو الأمر الذي يطالب به كثير من زوار المعرض، كما رصدت «الشرق» لجوء كثير من الزوار للمفاصلة مع الباعة وأصحاب دور النشر في السعر للوصول إلى سعر يتم الاتفاق عليه بالتراضي، وهو الأمر الذي يعده عديد ممن التقت بهم «الشرق» من الزوار أمراً لا يليق بالزوار، خصوصاً أن المعرض يعد فرصة حقيقية لعودة المجتمع للكتاب، على حد قولهم. من جهته، أكد صاحب دار بورصة الكتب للنشر والتوزيع ناصر حمدي ما طرحته «الشرق» حول ارتفاع الأسعار، وقال: نعم هناك ارتفاع في الأسعار هذا العام لدى كثير من دور النشر، وهذا يعود أولاً لتكلفة الطباعة التي ارتفعت على جميع دور النشر لتصل إلى أكثر من 30% عن العام الماضي، مضيفاً أن ذلك الارتفاع سببه أسعار الشحن من موطن الدار إلى المعرض، التي زادت عن العام الماضي بنسبة 20%، إضافة إلى تكلفة الأجنحة واليد العاملة، وكذلك أسعار الورق التي زادت بنسبة 15% عن العام الماضي. وقد اتفق مع ذلك الناشر البحريني موسى الموسوي صاحب دار فراديس بأن سبب الزيادة يعود إلى تكاليف الطباعة التي لا يعرفها الزائر العادي، وقد أكد الموسوي أن المثقف المتعود على زيارة المعارض لا يرى أن هناك تفاوتاً في أسعار معرض الرياض عن معارض أخرى. من جهته، قال أحد الناشرين، وطلب عدم ذكر اسمه، إن إدارة المعرض لو أرادت أن تسهم في تخفيض وتسهيل حركة بيع الكتب لأسهمت في ذلك من خلال تقديم تخفيض أكثر على الأجنحة، وكذلك الإسهام في أجور نقل الكتاب للمعرض، كما أكد على ضرورة مراقبة الأسعار من قبل الإدارة؛ حيث إن بعض الناشرين – كما يقول الناشر- يقومون بتقييم سعر الكتاب على الغلاف بمعادلة «الجنيه المصري أو الدرهم المغربي بالريال السعودي» دون مراعاة فارق العملة، وهذا واضح لدى بعض الدول المشاركة في المعرض. وحول حاجة الزوار إلى وضع عروض تشجعهم على القراءة من قبل دور النشر، علَّق صاحب دار الطلائع للنشر الدكتور إسماعيل علي بقوله: الملاحظ أن الإقبال هذا العام ليس كالعام الماضي خصوصاً في وسط الأسبوع؛ حيث يكاد يصل معدل الانخفاض إلى حوالي 40% وسط الأسبوع، وذلك مقارنة بحضور العام الماضي، وهذا ما يجعل أصحاب بعض دور النشر يحاولون رفع أسعارهم لجني أرباح أكثر. وحول ما يتردد عن الارتفاع الكبير مقارنة بالمعارض العربية، قال رئيس اتحاد الناشرين العرب عصام شلبي إن هذه المقولة بحاجة إلى تدقيق؛ لأن الأصل في المعارض عرض الكتب الجديدة، وما ذكرت قد يكون خاصاً بالكتب القديمة التي عليها منافسة ولها عديد من الإصدارات وليس لها ناشر واحد، فمن الممكن أن تجد مضاربات على هذه الكتب، مشيراً إلى أن هناك كتباً في معرض الرياض تباع بأقل من كل المعارض، وهذه مسائل تخضع لقواعد تنافسية بين الناشرين. وبخصوص فكرة تطبيق «الباركود» التي اقترحتها إدارة المعرض قبل سنتين لضبط الأسعار، أوضح «شلبي» أنه لم يرفض الفكرة، وقال: «لكننا أشفقنا على إدارة المعرض من الناحية العملية»، لافتاً إلى أن تدفق 600 ألف عنوان يجعل من الصعب ترميزها دفعة واحدة في زمن واحد بحسب تجارب سابقة فشلت ولا نريد لها أن تتكرر. وأضاف شلبي: الفكرة رائعة ولابد لنا من أن نتطور حتى نصل لتطبيقها، وخلال سنة أو سنتين ستكون جميع الكتب تحمل ترميزاً إلكترونياً بأسعارها.