نجحت إيران في كتم أصوات المعارضين حتى لو كانوا من ضمن تركيبة نظام الولي الفقيه، وكثيرة هي الشخصيات التي تم قمعها بشدة إضافة للمعارضَين حسين الموسوي ومهدي كروبي، فيما يلف الصمت المطبق ما يجري في الداخل الإيراني من أحداث. إيران تحتل عدة شعوب وهذه الشعوب تقوم بانتفاضات ضد الاحتلال الفارسي، لكن يندر خروج أنباء مقاومة الشعوب للاحتلال عبر الإعلام، كالشعب التركي والأذربيجاني والتركماني والكردي والبلوشي. «الشرق» أجرت حواراً مع المسؤول الإعلامي لحركة النضال لتحرير الأحواز يعقوب الحر الذي أوضح أن الدولة الفارسية يمكن أن تتهاوى من الداخل، إذا انتفضت هذه الشعوب ضد حكام طهران، والإعلام العربي والغربي يسلطان الضوء على فارس من الخارج وتدخلاتها في عديد من الدول مما أعطى للآخرين تصوراً خاطئاً أنها دولة قوية، وأكد الحر على أهمية الإعلام في المواجهات مع هذا الاحتلال. الفراغ الاستراتيجي في المنطقة سمح للمشروع الصفوي الفارسي الإيراني بالتوسع والتمدد في الوطن العربي، مع الأسف حتى الآن اختار العرب مواجهة هذا المشروع في المكان الخطأ وهو خارج إيران وليس داخل حدودها. كل المتابعين للشأن الإيراني يعرفون أن الدولة الإيرانية تأسست بعد احتلال الأحواز وبلوشستان وكوردستان وأذربايجان الجنوبية، وهذه الشعوب تشكل حالياً أكثر من 70% من عدد سكان جغرافية ما تسمى بإيران. وهذه الشعوب الآن تعيش في حالة من نهوض الوعي والشعور القومي، كما أن الحراك السياسي الرافض للاحتلال الفارسي بدأ يزداد بشكل ملحوظ من قبل هذه الشعوب، والأحداث الأخيرة التي جرت في الأحواز المحتلة وبلوشستان وكوردستان دليل على ذلك. - هناك عمل مشترك بين تنظيمات تمثل الشعوب المحتلة مع حركات النضال الأحوازية، والانضمام إلى مقاومة المحتل في تزايد مستمر، وهناك ثلاثة تنظيمات هي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز وجيش العدل البلوشي وحزب حياة كردستان الحرة- بيجاك تعمل معاً في مواجهة العدو المشترك. إن دعم نضال هذه الشعوب سيجعل المشروع الفارسي التوسعي يتهاوى ويفكك هذه الدولة المارقة التي ناصبت العرب العداء، العرب الآن يجب أن يقلبوا المعادلة في مواجهة إيران، ويتم مواجهتها في الداخل الإيراني عبر تقديم الدعم للشعوب المحتلة ودعم نضالها بكافة الوسائل، وهذا ما يفجر الداخل الإيراني بدلاً من مواجهة إيران على الأراضي العربية، ومقولة الهجوم أفضل من الدفاع يجب أن تكون هي الاستراتيجية في مواجهة إيران. - نحن نعمل بكل قوة في هذا المجال، وبالفعل حققنا بعض النجاح ولو أننا نعتبره مازال قليلاً بالنسبة لحجم قضيتنا، ولكن إذا ما أردنا أن نكون أكثر تأثيراً في مقارعة الاحتلال إعلامياً لابد من توفر بعض الشروط، وهي: أولاً يجب أن تكون لنا قناة تليفزيونية أحوازية تبث بشكل متواصل، وثانياً يلزمنا تفاعل إعلامي كبير وواسع من جانب المؤسسات الإعلامية العربية، لتغطية الأحداث التي تجري في الأحواز، والمساهمة في بلورة الوعي القومي لدى المواطن العربي والأحوازي، وتوضيح الخطر والتهديد الفارسي للأمة العربية وأمنها القومي. - تناول القضية إعلامياً لا يزال ضعيفاً للغاية وليس هناك سوى ثلاث قنوات تليفزيونية داعمة للقضية الأحوازية، وهي وصال وصفا والأحواز، التي تحملت عبء القضية الأحوازية ونشكرهم عليها. خطاب هذه القنوات ديني وإمكانياتها متواضعة ولا يمكنها أن تسلط الضوء على كافة الجوانب والأنشطة التي نقوم بها في الخارج أو الأحداث التي تجري في الداخل. وأما على صعيد الصحف والمواقع الإلكترونية، فباستثناء الصحف الخليجية وعلى رأسها صحف المملكة العربية السعودية الشقيقة لم نرَ أي تعاطف أو تضامن ملحوظ من باقي الصحف العربية. - بكل تأكيد، الإجابة نعم؛ هذه الفعاليات ضرورية جداً ورأينا تأثيرها الإعلامي على المستويين العربي والأحوازي وحتى الأجنبي، فمن خلال هذه الفعاليات أصبح الحديث عن القضية الأحوازية يُتَدَاول أكثر من السابق في العالم العربي ولمسنا ذلك من خلال الاتصالات التي تردنا من مؤسسات وجهات حكومية وغير حكومية في العالم العربي. وهناك مشاركة فاعلة لأصدقائنا من الشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال الفارسي وأعني بذلك شعوب بلوشستان وكوردستان وأذربايجان الجنوبية؛ فنحن نعمل على توطيد علاقات الصداقة فيما بيننا وهنالك تعاون استراتيجي بيننا. أما الدول الغربية فمازالت المشاركة ضعيفة ولكن نسعى للتواصل مع جهات أجنبية مؤثرة بما يخدم قضية شعبنا العربي الأحوازي. وبالنسبة للفرس، فنقول بكل صراحة وهو واقع يعرفه كل الأحوازيين بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية، إن الفرس إذا اختلفوا فيما بينهم على كل شيء، فهم متفقون على معاداتهم العرب والأحوازيين.