كانت الرحلة التدريبية التي أقلت الشهداء الأربعة الذين راحوا ضحية سقوط الطائرة الهيلوكوبتر في قاعدة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن، تحمل معها كثيراً من الأحلام والقصص لأبطالها الأربعة وهم: المقدم الركن طيار علي العرفج، والملازم أول طيار ماجد الفيفي والملازم أول طيار جديع القحطاني، والوكيل الفني رائد الجهني الذين كانوا ملازمين لمدربهم المقدم العرفج صاحب خبرة 17 سنة في الطيران وتدريب الطيارين. وكانت الرحلة التدريبية هي آخر رحلة للملازم أول طيار جديع القحطاني الذي كان يستعد لإنهاء إجراءات انتدابه والعودة لعمله السابق، وكان من الطيارين الماهرين في مناورة «سيف عبدالله» الشهيرة. وتواصلت «الشرق» مع الرائد سالم القحطاني عم الشهيد الملازم أول طيار جديع بن قبلان نهار جديع القحطاني، وكان شديد الحزن والأسى على الشهيد، وقال: «نشأ الشهيد بين والديه وهو الابن الأكبر، وكان الشهيد باراً بوالديه وعطوفاً عليهما، كذلك يشاطر إخوته اللعب والابتسامة التي لطالما اعتادوا عليها». وعن حياته الاجتماعية قال: «كان محبوباً بين عائلته وأقاربه، وكان يصل رحمه ولا ينقطع عن أقاربه إطلاقاً، ومحباً لأعمال الخير، وكان متابعاً لوضع أشقائه الذين يدرسون في الخارج تحديداً في أمريكا». وأوضح أن الشهيد متزوج وله ابن سمّاه «قبلان» على اسم والده الذي يعتبره فخراً واعتزازاً بأن يأخذ جزءاً من مروءة وشهامة والده وهو في عامه الأول. وعن هوايات الشهيد الملازم أول طيار جديع القحطاني، ذكر أنه كان محباً للرياضة والتنزه والقنص ويعشق البر، وعن التحاقه بسلك الطيران قال عمه: «بعد أن أنهى دراسته الثانوية كانت من أولى أمنياته أن يصبح طياراً وأصر على تحقيق حلمه وهدفه، وبالفعل قد حقق هدفه والتحق بكلية الملك خالد العسكرية، وما إن تخرج منها ابتعث إلى أستراليا ثم عاد منها بعد سنتين والتحق بدورة في أمريكا، وصدر قرار بانتدابه للعمل في مدينة الملك خالد العسكرية»، مبيناً أن انتدابه قد أوشك على الانتهاء؛ حيث إن زملاءه قد انتهى انتداب عدد منهم وبقي هو وثلاثة من زملائه لإتمام عدد محدد من ساعات الطيران». وختم عمه بأن جديع يعتبر مناورة «سيف عبدالله» فخراً له. وقال سلمان الجهني شقيق الشهيد الفني رائد نهار الجهني، وهو تخنقه العبرات وكله حزن وأسى، إن استشهاد شقيقهم رائد جاءهم بعد أن تلقوا اتصالاً من قائد سرب الطيران في المدينة العسكرية يخبرهم بخبر الوفاة، ووصفه بأنه كان فاجعة لعائلته التي كانت تنتظر عودته من حفر الباطن بنهاية هذا الشهر بانتهاء تكليفه في مدينة الملك خالد العسكرية، ويعود بعد ذلك للعمل في تبوك، مبينا أنه كان ينوي إقامة حفل زواجه في شهر 10 من هذا العام، وكان يقوم بترتيبات وتجهيزات الزواج، وأضاف «نحمد الله على قضائه، وكان الشهيد رحمه الله محباً لفعل الخير، ودائم التبرع للجهات الخيرية، وكذلك باراً بوالديه». أما المقدم الطيار علي العرفج، فيحكي شقيقه بدر العرفج بحزن وأسى على فقدانهم لشقيقهم الأكبر الذي يعتبرونه القدوة لهم، وقال: «شقيقنا علي ولله الحمد من البارين والنصوحين والحريصين، وله ثلاثة أبناء»، وأضاف أن شقيقه علي قد تعين في سلك الطيران عام 1419ه وكان مدربا». وامتداداً لقصة الملازم أول طيار التي نشرت «الشرق» عدداً من فصولها في عدد الأمس، كان ماجد بن يحيى الفيفي متفوقاً ومبدعاً في فنون الطيران؛ حيث كان متحمساً لاجتياز اختبار التدريب الذي يؤهله للحصول على مكانة أفضل، وحصد عديداً من الأنواط العسكرية التي تتعلق بفنون الطيران. يذكر أن العسكريين الأربعة الذين استشهدوا في حادثة سقوط الطائرة العمودية أثناء تدريبات في منطقة حفر الباطن، هم المقدم الطيار الركن علي بن محمد علي العرفج، والملازم أول طيار ماجد بن يحيى يزيد الحكمي الفيفي، والملازم أول طيار جديع بن قبلان نهار جديع، والوكيل رقيب فني رائد بن نهار سلمان الجهني.