أكد – مدير عام الهيئة العامة للسياحة والآثار في الأحساء- علي الحاجي أن متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي ساهم على مدى 3 عقود في حفظ جزء من ذاكرة الأحساء وتاريخها الأصيل. وقال الحاجي «إن الهيئة رصدت 45 مليون ريال لمتحف الأحساء الجديد، الذي سيقام بمنتزه الملك عبد الله البيئي على مساحة 20 ألف متر مربع، منحتها أمانة الأحساء للهيئة. وأضاف «إن متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي الذي أقيم بمدينة الهفوف وافتتح عام 1404 ه، أُنشئ لتحقيق مجموعة من الأهداف، لعل أهمها صيانة وحماية المواقع الأثرية والتاريخية ذات الأهمية، بالإضافة إلى تيسير عملية تسجيل هذه المواقع واستقصائها، واحتواء القطع الأثرية والتاريخية، وكذلك تقديم أفضل الطرق لتوثيقها وصيانتها وتخزينها، مع استقصاء وتسجيل ألوان التراث الشعبي المادي والشفهي، وإيجاد مركز لجمع قطع التراث الشعبي المحلي، إلى جانب اطلاع الجمهور على الآثار والتاريخ والتراث الشعبي المحلي، من خلال المعارض والنشاطات التثقيفية الأخرى. وقال وليد الحسين – مدير مكتب الآثار والمتاحف بالأحساء- «إن متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي – يستقبل آلاف الزوار من وفود سياحية من داخل المحافظة وخارجها، وكذلك طلاب المدارس، مشيراً إلى أن أقدم مقتنيات المتحف هي أدوات من العصر الحجري الحديث -أي قبل 3500 عام- عُثِر عليها في العديد من المواقع المختلفة في الأحساء، وأخرى في «يبرين» و»عين قناص» في شمال الهفوف. وأضاف «يضم المتحف معروضات تاريخية وآثاراً للمنطقة منذ (12) مليون عام، وحركة القارات والأزمنة «الجيولوجية» وعمر الأرض، ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام، بالإضافة إلى أهمية المنطقة الزراعية والتجارية والخليج العربي، وتشكله منذ بداية تكوينه إلى وقتنا الحاضر، ويوضح المتحف فترات العصر الحجري القديم والوسيط والحديث، ويعرض نماذج من أدوات ومواقع كل عصر، ومنها موقع «عين قناص» بالأحساء، الذي يمثل آخر مراحل العصر الحجري الحديث، وما اُكْتُشِف فيه من حظائر تدل على استئناس الحيوانات، وما يعاصرها، كموقع «الدوسرية» وما عثر عليه من نماذج لمساكن الأكواخ البدائية، مع عرض لتأثر المنطقة بالحضارات المجاورة في «وادي الرافدين» ك»حضارة العبيد» التي تعود إلى حوالي (2500- 3500) قبل الميلاد». ويقدم المتحف لزائريه نبذة عن الحياة الفطرية بالمنطقة، حيث تبين أهم النباتات الصحراوية والحياة النباتية للأشجار المعمرة والحولية في الأحساء، كما تعرض الحيوانات البرية، ومظاهر الحياة البحرية وأنواع الأسماك ومصائدها في الخليج العربي، إلى جانب نماذج لأدوات الصيد التي توصل إليها الإنسان، وتطور صناعة المراكب وأصنافها، مع عرض نموذج مصغر لأحد المراكب وأدوات ومراحل صناعتها، إضافةً إلى مهنة الغوص للبحث عن اللؤلؤ ومصائده «الهيرات» في الخليج العربي، وتشريح الأصداف ونماذج لسلال الغوص وموازين اللؤلؤ. ويبين المتحف مواقع الألف الثالث وأوائل الألف الثاني قبل الميلاد، ومدن العصر البرونزي في شرق الجزيرة العربية، وهو ما يطلق عليه فترة حضارة «دلمون» وأساطيرها، وظهور رعاة الجمال (500 – 1700) قبل الميلاد «الفترة الآشورية والبابلية المتأخرة»، مع عرض معثورات من مواقع «العقير» و«الجرهاء»، ترجع إلى عصر «الجرهاء» (400 – 500) قبل الميلاد، إضافةً إلى عرض خرائط تبين الطرق التجارية البرية والبحرية في الجزيرة العربية وما حولها، ويبين المتحف الخطوط واللغات في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، ونماذج لأنواعها، مع عرض لشاهد حجري كتب بالخط «المسند الحسائي»، إلى جانب نبذة عن الكتابة في التراث الإسلامي وتطورها وأدواتها، كما يوضح الفترة «الساسانية» في شرق الجزيرة العربية (228 – 622) م، واتحاد القبائل العربية. ويركز المتحف على الفترة الإسلامية والخلافة في شرق الجزيرة العربية، ويتناول فترة الحكام المحليين للأحساء (العيونيون والعصفوريون والجبريون)، مع استعراض تاريخ دولهم، كما يعرض الأحساء في العصر الإسلامي الوسيط، وحكم «بني خالد» والفترة العثمانية الأولى، والدولتين السعوديتين الأولى والثانية، والفترة العثمانية الثانية، واسترداد الأحساء على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.