جاليليو العالم الفيزيائي الإيطالي الداهية، الذي لا يضاهيه شهرة سوى نيوتن وأنشتاين، هذا العالم تفضل على علم الفيزياء والرياضيات بنظريات كثيرة ودراسات زاخرة أضحت تدرس في مناهج كل بقاع الأرض، هذا العالم كان قبل 400 سنة سيعدم، وسيق إلى مقصلة الإعدام لولا تخفيف الحكم إلى السجن، ثم إلى الإقامة الجبرية في منزله، والسبب أنه بعد دراسات عدة أثبت أن الأرض كروية وتدور حول الشمس وهذا مالا يتفق مع تعاليم الدين آنذاك، بأن الأرض مركز الكون وأن بيت المقدس مركز الأرض! كان جاليليو يستميت في إثبات أن دراسته لا علاقة لها بالطعن في تعاليم المسيحية وأنها لا تتعارض معها، وأن بحوثه ليست من أجل تخطئة الكنيسة أو التقليل من شأنها، ولكن كانت الكنيسة أقوى وأطلقت حكمها المخفف من الردة إلى «الهرطقة» التي تساوي عندنا تهمة «الفسق» داعيته إلى التوبة وعدم العودة لهذه الأفكار الغامضة. قضية جاليليو في حينها حدت بالعلماء في إيطاليا التي كانت مركز العلم في أوروبا إلى التقهقر كون العالم أو الباحث سيكون محل رقابة وتأويل وشك، وزاد من ذلك تعاضد السلطة مع الكنيسة والنظر بأن كل جديد أو حديث هو خروج أو زعزعة للسلم الاجتماعي، فكانت النتيجة انتقال مركز العلم من إيطاليا إلى شمال أوروبا. بعد قرون من الحكم على جاليليو بالإعدام، الكنيسة تعتذر وتندم على استعجالها وتمنحه في سنة 2009م حكماً بالبراءة وتضع له تمثالاً بمقرها في الفاتيكان. فهل ما يحدث للأديب سعيد السريحي هو مشابهة لما حدث لجاليليو؟، ثم هل ستجري الأحداث لأن «يفسق السريحي ويوضع قيد الإقامة الجبرية» أم إن الجامعة ستعتذر وتمنحه شهادته المستحقة؟، فَلْنَر!!