فرضت قضية تكاثر البعوض الناقل لحمَّى الضنك في منطقة جازان نفسها على الجلسات الختامية للقاء الثالث والعشرين لصحة البيئة تحت شعار "غذاؤنا وبيئتنا" الذي افتتح قبل 3 أيام في فندق شيراتون الدمام، حيث طالبت ورقة عمل مقدمة من الدكتور إبراهيم خياط "من أمانة جازان" بالقضاء على مصادر تكاثر البعوض الناقل "وقف تكاثر النقل المحلي" في المنطقة خلال 3 سنوات، وذلك وفق خطة العمل والاستراتيجيات الموضوعة للمشروع وآليات تنفيذها، وضمن إطار العمل التكاملي مع المشاريع الأخرى "مشروع الرصد والاستكشاف الحشري، ومشروع التوعية، ومشروع المكافحة المنزلية" التي لها الهدف نفسه. وأشار إلى أن هناك أعمالاً يتم تنفيذها في مشروع المكافحة الشاملة وتتضمن إنشاء عدد من المقرات لتكون مراكز لعمليات المكافحة وعددها 6 مقرات، والقيام بأعمال الرصد والاستكشاف لبؤر تكاثر البعوض داخل وخارج المنازل قبل وبعد عملية المكافحة وذلك لتقييم مدى كفاءة المكافحة. وحول خصوصية جازان وأسباب انتشار الآفات فيها، أوضح خياط أن جازان تتميز عن باقي مناطق المملكة بطبوغرافية مختلفة، بالإضافة إلى اتساع مساحتها ووقوعها بين خط عرض (36) درجة شمالاً وخط طول (43) درجة شرقاً؛ الأمر الذي يشير إلى قربها من خط الاستواء مما يؤدي إلى مناسيب أمطار عالية ينتج عنها بيئة خصبة وملائمة لتكاثر كثير من آفات الصحة العامة، كما أن فيها كثيراً من الأودية، وهي من أكبر مناطق المملكة كثافة بالسكان. كما كشفت ورشة العمل الثانية ضمن اللقاء عن أهمية استخدام طرق لمكافحة الآفات "صديقة للبيئة" لتقليل استخدام المبيدات وتحقيق أفضل نتائج مع أكبر قدر من الحفاظ على البيئة، والتركيز على أعمال الرصد والاستكشاف وقياس كثافة الحشرات كونه الأساس السليم لتوجيه أعمال المكافحة كما جاء في الورقة التي قدمها ناصر المجلي من وكالة وزارة الشؤون البلدية والقروية، حيث طالب بتطوير برامج الإصحاح البيئي لمكافحة آفات الصحة العامة والاهتمام بإنشاء وتطوير قاعدة معلومات لتلك الآفات. كما طالب في الجلسة التي رأسها عبدالرحمن المنصور بتبني فكر المكافحة المتكاملة للآفات، وبصفة خاصة طرق المكافحة الصديقة للبيئة "ميكانيكية، حيوية، جينية"، وأوصى بضرورة الالتزام بالضوابط المختلفة للاعتماد على المكافحة الكيميائية بما يضمن أقل مستوى من التلوث ومن السمية وأعلى فاعلية إبادية.