انتخب مشرعون إيطاليون سيرجيو ماتاريلا (73 عاما) القاضي بالمحكمة الدستورية والسياسي المخضرم المنتمي لتيار يسار الوسط رئيساً للبلاد أمس، مايحقق نصراً سياسياً مواتياً لرئيس الوزراء ماتيو رينتسي. وبعد ثلاث جولات اقتراع غير حاسمة خلال الأسبوع الماضي حين كان يلزم الفوز بأغلبية الثلثين، انتخب ماتاريلا المرشح الذي يؤيده رئيساً لوزراء رينتسي (40 عاما) في الجولة الرابعة من التصويت عندما تراجع النصاب المطلوب إلى الأغلبية البسيطة. وجرى إحصاء الأصوات بصوت مرتفع في مجلس النواب وصفق 1009برلمانيين ومسؤول إقليمي يحق لهم التصويت عند إعلان تجاوز اسم ماتاريلا العدد المطلوب والبالغ 505 أصوات، ليصبح الرئيس الثاني عشر لإيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من عدم انتهاء عملية إحصاء الأصوات بالكامل حصد ماتاريلا غير المعروف كثيراً لمعظم الإيطاليين دعماً واسعاً من البرلمان ونال حتى الآن أكثر من 665 صوتاً. ويتوقع أن يؤدي ماتاريلا اليمين الدستورية الأسبوع المقبل لفترة تمتد سبع سنوات ويتسلم بذلك المنصب رسمياً من سلفه جورجيو نابوليتانو (89 عاماً) الذي استقال في وقت سابق من هذا الشهر. تظهر هذه الانتخابات سيطرة رينتسي القوية على حزبه المنقسم على نفسه وعلى الغالبية في البرلمان في الوقت الذي يسعى فيه لإقرار إصلاحات تهدف إلى دعم عملية التعافي الاقتصادي في إيطاليا، حيث وصلت معدلات البطالة إلى أعلى معدلاتها بعد ست سنوات من الركود المتقطع. ومنصب الرئاسة الإيطالي صوري إلى حد كبير، غير أن الرئيس يضطلع بصلاحيات مهمة في المراحل التي يسودها اضطراب سياسي – وهو وضع مألوف في إيطاليا- وحينها يحق للرئاسة حل البرلمان والدعوة للانتخابات وتعيين رؤساء الوزارة. ويعرف عن ماتاريلا الذي ينحدر أصله من صقلية، بأنه وزير سابق متحفظ لكنه حازم في مواقفه وبدأ حياته السياسية بعد مقتل شقيق هبرسانتي على يد المافيا بصقلية عام 1980. وعلى الرغم أن ماتاريلا يُعد بلا حنكة سياسية واسعة لكنه شغل منصب وزير الدفاع في حكومتين مختلفتين ليسار الوسط من عام 1999 حتى 2001 كما سبق له أن شغل منصب وزير التعليم.