قصةٌ واقعيةٌ حدثت في زمنٍ ما وبلد ما وخلَّفت وفاة فتاة على يد من يدَّعي أن فيها مساً شيطانياً. تاهت القضية بين الطب النفسي ومعالجي المس الشيطاني وأثارت حفيظة القضاء والادعاء لتتحول إلى قضية رأي عام. تلك هي أحداث مسرحية «نص الليل» التي قُدِّمت على مسرح واجهة الخبر البحرية في إطار فعاليات مهرجان الخبر السياحي «عيش جوَّك»، وشهدت إقبالاً كبيراً من الجماهير التي تعطشت لها قبل عرضها حتى طالب بعضهم بزيادة عروضها إلى عرضين يومياً. وبدا لافتاً حضور جمهور سعودي من خارج المنطقة الشرقية وجمهور بحريني لمتابعة فصول «نص الليل» التي لم تخلُ من بعض الرعب وشيء من الكوميديا. واعتبر الفنان عبدالعزيز المسلم أن هذا النجاح يثبت جودة المسرح السعودي وتمتعه بالطاقات البشرية بدليل تقديم الجمعيات الثقافية عروضاً مسرحية ناجحة بين فترة وأخرى، لكنه دعا في تصريحاتٍ ل «الشرق» إلى عدم مقارنة مسرحنا بدول أخرى. في الوقت نفسه، رفض المسلم القول إن لغياب المرأة تأثيراً سلبياً على المسرح السعودي، وذكَّر أن المرأة غابت عن المسرح الكويتي في بداياته وبأن أفضل الأعمال المسرحية التي قُدِّمَت في الكويت كانت في غياب العنصر النسائي. ووصف المسلم فكرة «نص الليل» بالشجاعة، واعتبر أن على العروض المسرحية معالجة الظواهر السلبية في المجتمع مثل الطلاق والأفكار الدخيلة مع تعزيز المواطنة والالتفاف حول القيادة الواحدة والوقوف ضد الفتن وأعداء الأمة «لأنه إن لم تكن الحركة المسرحية هادفة وبنَّاءة وتنتهج منهجاً خلقياً هادفاً فليس منها أي فائدة». وبحسب المسلم، فإن أبطال «نص الليل» كانوا حريصين على عرض مسرحيتهم في مهرجان الخبر السياحي بعد أن عرضوها في الكويت وقطر وسلطنة عمان. ونظراً لغياب المرأة عن المسرح السعودي، أدى الفنان شهاب حاجيه دور الفنانة باسمة حمادة في «نص الليل». وقال حاجيه إنه لم يكن مشاركاً في المسرحية لكن غياب الفنانة باسمة حمادة دفعه إلى أداء دورها. ولفت إلى اعتماد النص على الإضاءة والمؤثرات الصوتية وبعض الخدع، مشيراً إلى وجود مواهب سعودية ممتازة في مجال المسرح. و«لا غنى عن المسرح في أي بلد» كما يقول حاجيه «لأنه يوصل الرسائل والهموم من المواطن إلى المسؤولين».