علمت “الشرق” أن حركة حماس أبدت استعدادها للموافقة مبدئيا على تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل تتوسط فيها مصر، وذلك ضمن شروط تضمن توقف إسرائيل بشكل كامل عن استهداف كوادرها، في مقابل تجميد العمل العسكري انطلاقا من قطاع غزة . وقال القيادي في الحركة في تصريحات خاصة ل”الشرق” صلاح البردويل “أن أي تهدئة مع إسرائيل يجب أن توقف أي عملية اعتداء على قطاع غزة وأن تتوقف الغارات المستمرة بشكل شبه يومي عليه”. وكانت القناة الإسرائيلية الثانية كشفت عن عرض تقدمت به الحكومة الإسرائيلية إلى الجانب المصري لتمديد التهدئة بينها وبين حركة حماس في مقابل رفع الحصار الاقتصادي عن قطاع غزة بشكل كامل، مضيفة أن ديفيد ميدان المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” سيتوجه إلي العاصمة المصرية القاهرة قريبا من أجل هذه القضية. وشدد ” البردويل ” في تصريحاته ل”الشرق” بأن التهدئة التي تريد إسرائيل عرضها وبحثها مع الجانب المصري والتي تنص على رفع الحصار الاقتصادي بشكل كامل. هي مقبولة من حيث المبدأ لكن مع التأكيد على توقف عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل بين الفينة والأخرى بحق الناشطين المسلحين في غزة. وأكد القيادي في حماس عدم وجود أي اتصالات رسمية مع الجانب المصري في هذا الصدد حتى اللحظة ينتقل الحديث عن التهدئة إلى مراحله الرسمية. ودخلت التهدئة الحالية التي أصبحت شبه منتهية بسبب الخروقات المستمرة من الجانب الإسرائيلي لها، حيز التنفيذ في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2009، وهو ما يجعلها في حاجة لتجديد ضمن شروط جديدة تتناسب مع التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة. من جهته يري المختص في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي أن سر العرض الإسرائيلي بتمديد الهدنة غير المعلنة مع حماس يكمن في القيادة المصرية التي عرضت إطلاق سراح العميل الإسرائيلي عودة الترابين مقابل إطلاق سراح أسري مصريين ورفع الحصار الاقتصادي عن غزة وهدنة جديدة. وعن موقف حركة حماس التي أبدت موافقة أولية على العرض الإسرائيلي أضاف مجلي “حماس بدأت تمارس العمل الدبلوماسي بصورة جيدة للغاية إلى جانب عملها العسكري وبدأت تتطور وفق المتغيرات في الخارطة السياسية”. لكنه استدرك قائلاً إن “هناك تيارين داخل حماس التيار الأول بقيادة خالد مشعل والذي يبدي مرونة سياسية عالية وتيار آخر يقوده محمود الزهار والذي يتشدد في كثير من الأحيان”. وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي أن رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل يريد من خلال موافقته نزع فتيل أي حرب مقبلة وتجنيب قطاع غزة والحركة خسائر فادحة مع تحقيق الاستقرار للمواطن الفلسطيني في غزة. وتابع “هناك تيار داخل حركة حماس يريد من خلال هذه التهدئة أن يكون بعيداً عن أي تدخل في أي مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران، لكن المرحلة المقبلة ستشهد حسم حالة التباين بين هذه التيارات داخل الحركة”.