أثار طلب الحكومة الأفغانية من مقدمات البرامج المحجبات بأن يتجنبن المكياج الثقيل غضب الإعلاميين يوم الثلاثاء. الذين قالو إن ذلك كان بمثابة مؤشر على عودة طالبان لأخذ حصة من السلطة هناك. وكان المسؤولون الأفغانيون والأمريكيون يسعون لمحادثات مع الجماعة الإسلامية لضمان الاستقرار. وذكر في الرسالة التي وزعت على وسائل الإعلام من قبل وزارة الثقافة والإعلام أن أعضاء من البرلمان وعدة عائلات اشتكوا من عدم تمسك مقدمات البرامج بالتعاليم الإسلامية الصحيحة. وقال الوزير سعيد مخدوم “على جميع مقدمات البرامج تجنب المكياج الثقيل والالتزام بالحجاب الإسلامي”. وجاءت مطالبة الوزارة بمثابة مفاجأة للإعلاميين، خصوصا أن المقدمات يَرْتَدينَ الحجاب أصلا، قائلين إن تلك الرسالة كانت مبادرة لإثارة إعجاب طالبان والتأكيد لهم على تمسكهم الشديد بالتعاليم الإسلامية. وقالت زارغونا روشان التي كانت تعمل في إذاعة الراديو لعشر سنوات قبل أن تنضم لمركز الإعلام الأفغاني المستقل “بما أننا في بداية محادثات صلح وسلام، فإن الحكومة تريد أن تظهر لنا أنها مثل طالبان” وأضافت أن طلب الحكومة كان بدون جدوى. وقال المدير التنفيذي لمركز الإعلام الأفغاني المستقل عبدالمجيب خالفاتغار إن الحكومة قد راكمت الضغوطات خلال العام الماضي لتمهد الطريق لطالبان. وأنهم متخوفون كثيراً من أن يكون هذا بداية التشدد وفرض القيود على وسائل الإعلام. واستشهد خالفاتغار بالكثير من الأمثلة، وكان من بينها إلقاء الأسيد الحارق على إحدي الصحفيات المخضرمات، ومنع عرض مسلسل تركي. فبالرغم من حصول المرأة الأفغانية على حقوقها الأساسية في التعليم والتصويت والعمل منذ رحيل طالبان في 2001، إلا أن مستقبلها لايزال مهددا، بينما يحاول الأمريكيون والأفغان التفاوض مع الجماعة المتشددة.