وجه الروائي يوسف المحيميد، نقداً لاذعاً إلى المكتبات العامة، التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام، قائلاً: «ليس لها من اسمها نصيب»، ولا تملك مقومات المكتبة التي تخدم المجتمع. وخلال استضافته مساء الثلاثاء الماضي في ملتقى «تجاربهم في القراءة» الدوري، الذي تقيمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، ضمن فعاليات المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، انتقد أيضاً غياب البرامج، التي تشجع الأطفال على القراءة في سن مبكرة، وقال إن ثقافة الطفل لدينا مغيبة، حيث ينفر الطفل من القراءة كونه يكتفي بما درسه في المناهج الدراسية المملة بالنسبة إليه، ولا يجد فيها أية متعة، بعكس ألعاب الفيديو أو برامج التليفزيون والإنترنت، و«مخلفات العولمة». وأوضح المحيميد في اللقاء، الذي أداره مدير المشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، الدكتور فهد العليان، أن الطفل ما زال يترنح بين عوالمه الافتراضية، وبين واقعه المتموضع في بيئات تشكله الأولى، التي شكلت صورته ونمط تفكيره البكر، إضافة إلى فضائه الإلكتروني، الذي شكل أصابعه ونظرات عيونه ومسارات التفكير المرتحل في فضاء الخيال، ليرتبط اليوم بالوسائل الحديثة، وتكون ولا تزال صورته هجينة، بالنسبة لذاته أو للمحيط. وعن علاقته بالقراءة، أشار المحيميد إلى أنه كان يقضي أوقات الفراغ أيام طفولته في القراءة بعد الدراسة، إذ كانت تسليته الوحيدة، لافتاً إلى أن ذلك كان دافعاً لأن يكون مولعاً بها عندما كبر، حتى آمن بأنه أصيب بداء الهوس بالكتب، ما جعله يتطرف كثيراً في حب الكتب واقتنائها بحثاً عن المعلومة، حسب قوله. وأضاف أن التقنيات الحديثة أسهمت في تخفيف العبء عليه بمحركات البحث. كما تحدث عن دور شقيقاته في دفعه للقراءة، وإقتناء أمهات الكتب التي تعج بها المكتبة العربية والأجنبية آنذاك، وتحدث عن الكتب التي أثرت في حياته في مرحلة الطفولة مثل سيرة عنترة العبسي، وقصص المكتبة الخضراء، وكتب ألف ليلة وليلة، قبل أن ينتقل إلى كتب الأدب العميق والفلسفة والروائيات العربية والأجنبية. وتطرق أيضاً إلى أهمية تعلم لغات أخرى إلى جانب اللغة العربية، لتوسيع المدارك وعدم الاكتفاء بمصدر واحد للبحث، كي يخرج الفرد من عالمه والإبحار في علوم جديدة، مشدداً على أهمية استغلال أوقات الفراغ في القراءة والاطلاع.