قدَّر المعارض الإيراني المقيم في لندن، حسين عابديني، عدد عناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الموجودين في العراق ب 7000 شخص على الأقل استناداً إلى معلومات حصلت عليها المعارضة الإيرانية. واعتبر عابديني، في تصريحاتٍ ل «الشرق» من العاصمة البريطانية، أن هؤلاء أُرسِلوا إلى الأراضي العراقية ليس لمحاربة تنظيم «داعش» وإنما لتثبيت سلطة ولاية الفقيه في بغداد وتعويض الضربة القاسية التي تلقتها طهران بتنحية رئيس الوزراء نوري المالكي. وتتهم المعارضة الإيرانية النظام في طهران ب «التدخل السافر» في شؤون الشعب العراقي والهيمنة على الحكومات المتعاقبة في بغداد. ويعتقد عابديني، وهو ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المملكة المتحدة، أن «وجود فيلق القدس في العراق وارتكابه جرائم ضد أهل السنة بدعوى محاربة (داعش) سيقود إلى تأجيج التشدد في منطقة الشرق الأوسط برمتها وسيزيد من تعرضها لخطر الإرهاب». ويجد عابديني في تصريحات لوزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، مؤخراً دليلاً على صحة ما حصلت عليه المعارضة الإيرانية من معلومات عن حجم الوجود الكبير لقوات إيرانية في العراق. وكان حسين دهقان قال في 20 ديسمبر الجاري إن أفراداً من القوات الإيرانية موجودون حالياً في العراق «في إطار الاستشارة والتدريب ولتقديم المشورة في الخطط العملياتية». وأوضح دهقان في تصريحاته أن التدريب والاستشارة يُقدَّمان أيضاً إلى النظام السوري و»المقاومة في لبنان»، مقرَّاً في الإطار ذاته بصحة ما نشرته وسائل إعلام عن وجود الجنرال الإيراني المعروف، قاسم سليماني، في العراق. وترى المعارضة الإيرانية أن النظام في طهران يحتل العراق بشكلٍ خفي منذ 12 سنة ويتنفَّذ في جميع مفاصل الدولة العراقية ويكثِّف هذه التدخلات خلال السنة الأخيرة بالتعاون مع ميليشيات عراقية موالية له. وبحسب حسين عابديني، فإن عناصر فيلق القدس منتشرة في بغداد وديالى وصلاح الدين وسامراء وكربلاء والنجف وخانقين والسعدية وجلولاء. في المقابل، يقول مسؤولون في النظام الإيراني إنهم اضطروا إلى التدخل في العراق لمواجهة «داعش» والحيلولة دون وصوله إلى العاصمة بغداد، لكنهم لم يدلوا بأي تصريحات عن أعداد القوات الموجودة هناك.