لا يقتصر انزعاج الأهالي من محطات الوقود على وجودها داخل بعض الأحياء، وما يسببه ذلك من إزعاج يومي خاصة تلك التي لديها ورش إصلاح.. بل يتعدى ذلك لشدة الإهمال التي لا تواجه بمزيد من الرقابة والإغلاق في حال المخالفة. وتحتوي محطات الوقود على عديد من أنواع السوائل القابلة للاشتعال، التي تختلف درجة قابلية كل منها على الاشتعال، باختلاف نوع السائل وتركيبه. وهو الأمر الذي يزيد من خطرها على القاطنين بقربها. وبذلك فهي تعتبر أماكن شديدة الخطورة، وبالتالي فإنها تتطلب اهتماماً كبيراً ورعاية خاصة. ولوقاية المواطنين وجميع العاملين بها من المخاطر والحوادث المحتملة، وللمحافظة على المال العام. يجب تطبيق جميع قواعد وإرشادات السلامة والصحة المهنية، ومتابعة ومراقبة ذلك، واتخاذ كل الإجراءات الصارمة لتطبيق هذه القواعد، ولكن يمكن ملاحظة بعض محطات الوقود، التي لا تلتزم بقواعد السلامة بوجود طفايات حريق منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستخدام وخراطيم مياه مخصصة للإطفاء، ولكن مستخدمة لأغراض أخرى في المحطة. وهي مشاهد لا توحي باهتمام أصحاب هذه المحطات بالسلامة والقيود والاشتراطات المحددة لها من قبل الجهات المعنية. وقال خالد بوحسن: يجب على أصحاب المحطات مراعاة جميع وسائل السلامة، وذلك للحفاظ على أرواح المواطنين. وقال: لا تخفى عليكم خطورة هذا الوقود، ولا ننسى أن بعض هذه المحطات تكون قريبة جداً من الأحياء السكنية، ما يشكل خطراً أكبر على السكان في مثل هذه الأحياء. وأضاف بوحسن: نلاحظ بعض القائمين على العمل في هذه المحطات قد أهملوا وسائل السلامة، وقد تفشى الإهمال لديهم بشكل لافت للنظر، ولا توجد لديهم مراقبة ومتابعة لطفايات الحريق الموجودة لديهم حال انتهاء عمرها الافتراضي. وقال: أتمنى من القائمين على هذه المحطات الاهتمام بها وعدم إهمالها والتقيد بوسائل السلامة، فهو أمر في النهاية سوف يعود على المواطنين بالفائدة الكبرى، فالسلامة العامة مطلب الجميع. وشدد عبدالله العبدالواحد على أهمية حل مشكلة سوء النظافة والقذارة، التي تظهر في المحطات، خاصة البعيدة عن رقابة البلديات، أو الموجودة بالأحياء الشعبية، كما هو الحال في العقير. وقال: إن بقع المياه والزيوت والروائح الكريهة أشبه بالمستنقعات، مشيراً إلى أنها تتسبب في إحداث روائح كريهة، وقد تسهم في انتشار الأمراض لا سمح الله. وطالب العبد الواحد بإبعاد محطات البنزين عن الأحياء السكنية، وإيجاد أماكن مناسبة لها، خاصة التي تضم ورش صيانة تتسبب في إزعاج السكان بسبب الأصوات القوية، التي تحدثها الآلات المستخدمة في تلك الورش، مشيراً إلى أن هذه الورش تتسبب في مضايقة الأهالي وإزعاجهم بشكل يومي. وقال: نحن لا نريد أن نقطع أرزاق الناس، لكن لا بد من المواءمة بين طلب الرزق، وبين توفير الراحة وتأمين الخدمات الجيدة للناس. ورأى المواطن إبراهيم الأربش إمكانية ظهور المحطات بمستوى قوي تتوافر فيها كل أصول السلامة بإسناد العمل في تلك المحطات لشركات كبيرة كي تتمكن من تقديم خدمات راقية، ولا تشكل خطورة على البيئة، وتمنى أن يؤخذ اقتراحه بعين الاعتبار لكون مشكلة البيئة أصبحت من المشكلات، التي يجب على جميع المجتمعات علاجها. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني العقيد منصور الدوسري أن أقسام السلامة بإدارات الدفاع المدني في محافظات المنطقة تقوم بالكشف على محطات الوقود بشكل دوري ومجدول وتطبيق لائحة محطات الوقود، والتأكد من تطبيقها لاشتراطات السلامة وفي حال وجدت أي ملاحظات أو مخالفات فإنه يتم اتخاذ الإجراء المناسب حسب طبيعة المخالفة ودرجة خطورتها. وقال: هناك حملات تفتيشية مكثفة تتم على هذه المحطات لتطبيق اشتراطات السلامة، وكان آخرها في شهر ذي القعدة المنصرم، وكان عدد المحطات المخالفة خلال العام 1435ه خمس محطات على مستوى المنطقة الشرقية.