اختلفت قيادات الأحزاب في مصر حول إعلان حركة الإخوان المسلمين في مصر السعي لتشكيل حكومة ائتلافية وإقالة حكومة الدكتور كمال الجنزوري رغم تأكيدات المجلس العسكري باستمرار حكومة الجنزروي حتى انتهاء الفترة الانتقالية. وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر الدكتور محمد بديع، «إن الجماعة وحزب الحرية والعدالة قادرين على تشكيل حكومة ائتلافية، مضيفا أن الجماعة فوجئت بعدة قوى خارجية وداخلية تكيل الاتهامات الظالمة لها بشأن عدم قدرتها على تحمل المسؤولية، فجاء تفكير الجماعة في الإعلان عن حكومة ائتلافية تشارك فيها كل القوى الوطنية دون سيطرة أو انفراد من أي من القوى بشرط أن تكون حكومة دائمة مستقرة لتخطط لمستقبل مصر على الأمد الطويل». ومقابل إعلان الإخوان أكد مصدر بالمجلس العسكري استمرار حكومة الجنزروي حتى انتهاء الفترة الانتقالية وأنه لا نية لإقالتها وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ائتلافية كما تردد من جانب بعض القوى السياسية. فيما قال رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوي، ، إنه يؤيد أن استمرار حكومة الدكتور كمال الجنزوري لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد، مطالبا ألا يتم تغييرها الفترة القليلة المتبقية إلا إذا حدثت أزمة تستوجب أو تحتاج إجراء استثنائياً أو حدث ما يعطل إجراء انتخابات الرئاسة وأربك خريطة التحول الديمقراطي، وأضاف «في هذه الحالة لابد أن نشكل حكومة إنقاذ عاجلة، بحيث تكون أول حكومة تخرج من رحم الثورة وتحاسب أمام البرلمان وليس المجلس العسكري». من جانبه قال عضو مجلس الشعب أبو العز الحريري ل «الشرق» إن «سياسة الإخوان ملتوية ومتلونة» وانتقد سلوكهم داخل مجلس الشعب قائلا «إنهم يعملون لمصلحتهم، ولم أجد برلماناً في الدنيا يستدعى رئيس الوزراء لاستجوابه ثم يستقبله بالتصفيق»، موضحاً أن هناك ألاعيب وحيل يمارسها الإخوان و لا تمت للسياسة بصلة، فبعد الهجوم على وزير الداخلية واتهامه بالتقصير في حادث بورسعيد على سبيل المثال كان هناك حفلة اعتذار له «مما جعل تقرير لجنة تقصى الحقائق بلا قيمة». وأكد القيادي بحزب التحالف الشعبي عبد الغفار شكر «إنه من حق الحزب الحاصل على أغلبية في البرلمان أن يشكل حكومة ائتلافية، لكن الإخوان المسلمين سبق أن أعلنوا تأييدهم لحكومة الدكتور الجنزوري في بداية عمل مجلس الشعب وقالوا في تصريحات لهم إنهم سيدعمون حكومته حتى موعد الانتخابات الرئاسية، وأضاف شكر أنه لا يفهم التغير في موقف الإخوان «ودوافعهم غير الواضحة بالنسبة له». وأشار «شكر» إلى أنه من حيث المبدأ لا يوجد مانع لديه من تشكيل الإخوان الحكومة بشرط ألا تقتصر على تيار سياسي واحد وتكون ممثلة لجميع تيارات المجتمع السياسية.