قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس، إن المملكة العربية السعودية لن تخفض الإنتاج لدعم الأسواق، حتى إذا عمدت الدول غير الأعضاء في أوبك إلى تقليص إمداداتها. وأضاف الوزير النعيمي أنه غير راض «100%» عن أسعار النفط الحالية، التي قال إنها ستتحسن لكن من غير الواضح متى ذلك، مؤكداً أن الحديث عن مؤامرات مزعومة من قبل المملكة، هو قول لا أساس له من الصحة إطلاقاً، ويدل على سوء فهم، أو مقاصد مغرضة، أو تخيلات مشوَّشة في عقول قائليها؛ وإن سياسة المملكة العربية السعودية مبنيَّة على أسس اقتصادية بحتة، لا أقلَّ من ذلك، ولا أكثر». ودافع وزير البترول عن قرار أوبك إبقاء الإنتاج مستقرا رغم أكبر تراجع للسوق منذ سنوات، قائلا: إن الأسعار الحالية ستدعم نمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط، بينما لن تتعرض الدول العربية لأضرار كبيرة. وعزا النعيمي تراجع السعر لنصف مستواه قبل 6 أشهر إلى المضاربين وعدم تعاون كبار منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول. من جهة أخرى حث سهيل بن محمد المزروعي وزير نفط الإمارات العربية المتحدة الحليف الوثيق للسعودية، منتجي العالم، على عدم زيادة إنتاج الخام في العام المقبل قائلا: إن ذلك سيؤدي إلى سرعة استقرار الأسعار، دون ذكر أية تفاصيل أخرى. وكان وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي قد ترأس أمس وفد المملكة المشارك في مؤتمر الطاقة العربي العاشر المنعقد في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ألقى خلالها كلمة تناولت السياسة البترولية السعودية، والتعاون العربي، في هذا الزمن المتغير، مبيناً أن عام 2014 شهد تطورات مهمة في الاقتصاد العالمي، وفي الأسواق البترولية، وبدأ العام، بتفاؤل كبير بوضع الاقتصاد العالمي، ونمو الطلب على البترول، حيث قُدّر نمو الاقتصاد العالمي بنحو 3.7%، ونمو الطلب على البترول بنحو مليون ومائتي ألف برميل يومياً، وفي الربع الثالث من العام، اتضح أن هذا التفاؤل أعلى من الواقع، فالاقتصاد العالمي لم يتجاوز نموه 3%، مع استمرار المشكلات الاقتصادية في بعض الدول الرئيسة مثل أوروبا، واليابان، وروسيا، وانخفاض النمو عن ما كان متوقعاً في عديد من الدول الناشئة كالصين والهند والبرازيل. وأشار إلى أنه بالنسبة للبترول فقد انخفضت توقعات زيادة الطلب إلى 700 ألف برميل يومياً، وحدث هذا الانخفاض نتيجة لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، في وقت يزداد فيه إنتاج البترول من عدة مصادر، مثل الزيت الصخري، والزيت الرملي، والمياه العميقة جداً (ما بعد طبقة الملح البحرية)، وأغلبها مناطق ذات تكلفة عالية، مؤكدًا أن الأسعار المرتفعة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتطورات التكنولوجية، أسهمت في توسع إنتاجها. ولفت النعيمي النظر إلى أنه نتيجة لهذه العوامل، انخفضت أسعار البترول بشكل حاد، ومتسارع، وسعت المملكة العربية السعودية ودول الأوبك، إلى إعادة التوازن للسوق، إلا أن عدم تعاون الدول المنتجة الرئيسة خارج الأوبك، مع انتشار المعلومات المضللة، وجشع المضاربين، أسهم في استمرار انخفاض الأسعار. وتوقع النعيمي أن لا تستمر المناطق ذات التكلفة العالية، في زيادة الإنتاج، كما سيدرك المنتجون خارج الأوبك أن في صالحهم التعاون لضمان أسعار عادلة للجميع.