أكبر مشكلة تواجه الأفراد هي الاختلاف في القيم بين الشعوب تجاه سلوك معين عندما يكون محببا لدى البعض ومجرما لدى البعض الآخر، مثل التعامل مع الأطفال الذي سبب إشكالات قانونية لبعض المبتعثين السعوديين في تعاملهم مع أطفالهم بالخارج أو مع أطفال الآخرين. هم يولون الطفل عناية فائقة يحسدون عليها حتى يبلغ سن الرشد ومن ثم يترك ليقرر مصيره، وقد تنقطع علاقته بوالديه. أما نحن فنتعامل مع أطفالنا بعشوائية تصل إلى حد الإهمال، لكن نتميز عنهم باستمرار العلاقة بين الأبناء وآبائهم. التودد لأطفال الآخرين وتقبيلهم أو السماح لهم بدخول المنزل دون إذن والديهم يعد سلوكا يجرمه القانون لدى الكثير من الدول الأجنبية. بينما هذا السلوك محبب لدينا ولا مشكلة لدى الكثير في دخول أطفال الجيران منازلهم للعب مع أطفالهم، بل قد يتحرج من منعهم. أيضاً ترك الأطفال يلعبون وحدهم دون مرافق في الساحات العامة يعد من الأمور العادية لدينا، بينما لدى الآخرين يعد إهمالا يحاسب عليه والدا الطفل. هذا السلوك أثار استغراب مؤلف كتاب (العرب في عيون يابانية) وتساءل كثيرا كيف يأمن هؤلاء على سلامة أطفالهم؟ أم أنهم لا يكترثون بذلك؟! الاختلاف في التعامل مع الأطفال بالإهمال مثل تركه في حال صراخ أو عدم توفير مقعد وحزام أمان بالسيارة، أو الضرب من أجل التأديب، أدت في حالات لسحب الطفل من والديه وإيداعه دار رعاية خاصة ومساءلتهم جنائيا عن هذا التصرف. ويجب على السفارات والملحقيات الثقافية عقد دورات تثقيفية للطلاب الذين يصطحبون أطفالهم عن أسلوب التعامل معهم بما يتوافق مع قوانين البلد المضيف.