الأمير سعود بن نايف.. تلك الشخصية التي خدمت وطنها ومليكها من خلال المناصب التي تقلب عليها ابتداء من نائب الرئيس العام لرعاية الشباب عام 1986، ثم نائباً لأمير المنطقة الشرقية عام 1992، ثم سفيراً لخادم الحرمين الشريفين وعميداً للسلك الدبلوماسي العربي في إسبانيا عام 2006، ثم مستشاراً خاصاً للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومساعداً لوزير الداخلية للشؤون العامة عام 2011، ثم رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً لسموه عام 1432 حتى صدور المرسوم الملكي الكريم بتعيينه أميراً للمنطقة الشرقية عام 2013. كان أول لقاء لي مع سموه عام 1417 حينما صدر قرار تعييني مديراً عاما لفرع وزارة الإعلام في المنطقة الشرقية وكان سموه نائباً لأمير المنطقة الشرقية. والأمير سعود بن نايف يتسم بصفات قلما تجدها في شخصية مسؤول كبير عن منطقة مترامية الأطراف، وكان من صفات سموه الكريم أنه لا ينسى أي موضوع قام بتوقيعه بنفسه وإلى أي جهة ذهب هذا الموضوع، أتذكر جيداً أنه وصلني من سموه خطاب سري للغاية ومهم جداً، وحينما اطلعت على مضمون الخطاب وجدت أن الموضوع ليس من صلاحيتي ولا من صلاحية وكيل الوزارة بل من صلاحية معالي وزير الإعلام؛ فقمت بإرسال الخطاب في نفس اللحظة التي وصلني فيها، وبعد مرور أسبوع كنت في زيارة لإمارة المنطقة الشرقية وذهبت للسلام على سموه وما كان من سموه إلا أن أمسك بيدي وسألني عن الخطاب الذي أرسل منذ أسبوع، فقلت لسموه تم إرساله فوراً للوزارة؛ لأنه ليس من صلاحية أحد سوى معالي الوزير، فطلب مني الاتصال فوراً والتعقيب على الموضوع وإفادة سموه وبالفعل قمت بالاتصال على معالي الوزير شخصياً وكان الوزير في ذلك الوقت هو الدكتور فؤاد الفارسي وأبلغته برغبة سموه، وجاء الرد في نفس اليوم وأبلغت سموه بذلك، هذه واحدة من صفات سموه وحرصه الشديد على متابعة وإنجاز المعاملات أولاً بأول. في أثناء وجود سموه سفيراً في إسبانيا كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد في ذلك الوقت -رحمه الله- في زيارته الرسمية لإسبانيا، قمت أنا والأستاذ محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم سابقاً بزيارة سموه في سفارة خادم الحرمين الشريفين في مدريد، وبعد وصولنا كان سموه قد توجه إلى المطار لاستقبال سمو ولي العهد -رحمه الله- ولكن طلب من معالي الأستاذ محمد بن عبدالرحمن المطلق القائم بأعمال السفارة في ذلك الوقت ألا يسمح لنا بمغادرة السفارة إلا بعد تناول الغداء. الأمير سعود بن نايف حينما تقابله يبدأ بتحية مع إطلالة وابتسامة عريضة من محياه مما يجعل المواطن يشعر بالارتياح التام لدى لقاء سموه. وأثناء توليه منصب رئيس ديوان ولي العهد كنت في زيارة لسموه في مكتبه بجدة للسلام عليه، وأول سؤال بادرني فيه قائلاً (كيف حال أهل الشرقية؟) تلك المدة الزمنية لم تُنسِ سموه المنطقة الشرقية وأهلها، وبعد أن توليت فرع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في المنطقة الشرقية ذهبت بمعية معالي رئيس الهيئة د. رياض نجم للسلام على سموه؛ حيث أوضح معالي رئيس الهيئة واجبات واختصاصات الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، وأثناء حديث سمو الأمير وجدت اهتمامه الكبير بكل صغيرة وكبيرة تبثها القنوات الفضائية، وهو يتحكم بالقنوات التي يشاهدها أبناؤه داخل المنزل، وحريص كل الحرص على إيصال الرسالة الإعلامية التي تفيد الفرد والمجتمع، وأن يكون الفضاء الإعلامي خالياً من كل ضار بالإنسان وتشويه أفكاره، ووجه سموه بأن تتحمل الهيئة مسؤوليتها الكاملة تجاه ما يُبث على القنوات الفضائية الخاصة داخل المملكة. ومن شخصية سموه الكريم وتحمله للمسؤوليات الجسام حينما تعرضت قرية الدالوة في محافظة الأحساء لاعتداء أثيم وعمل شرير وجبان من أيادٍ آثمة وإرهابية كان سموه في رحلة خارج المملكة، وما كان من سموه إلا أن قطع الرحلة وعاد فوراً إلى أرض الوطن؛ ليقف مع أبنائه ومواطنيه عند هذه الجريمة البشعة، وليكون أول المعزين والمواسين لذوي الشهداء والمصابين. وفي موقف لسموه الكريم وهو يمسك بيديه بطفل أصيب في الحادث ولكن شُفي بحمد الله، ورأينا سموه وهو يضع يديه على كتفي ذلك الطفل متناسياً الإمارة والمسؤولية الملقاة على عاتقه وتحول في تلك اللحظات إلى أب حنون يُضفي على مصاب ذلك الطفل بكلمات الأبوة الحنونة ويُطمئن ذلك الطفل بأنه أب له ولأمثاله. الأمير سعود بن نايف.. شخصية سموه في مكتبه وأثناء عمله تختلف عن شخصيته في لقائه بالمواطنين في مجلس الاستقبال وشخصيته في إثنينية سموه تختلف عن سابقتها؛ فهو شديد وقت الشدة ولين وقت اللين. صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف.. لك مني ومن كل مواطن شريف على أرض هذا الوطن الكريم عامة والشرقية خاصة وسام شرف أضعه على صدر سموك؛ فأنت الأمير وأنت المسؤول وأنت الأب الحنون. قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) صدق الله العظيم.