أوضح استشاري الجراحة العامة والمسالك البولية لدى الأطفال في مجموعة د. سليمان الحبيب الدكتور جهاد أبو ديّة، أن التبول الليلي اللا إرادي يحدث للأطفال الذكور أكثر من الإناث، وهي مشكلة معروفة تصيب الأطفال في سنوات العمر المبكرة وقد تستمر حتى يصل الطفل إلى 12 أو 15 سنة. مبيناً أن حالات التبول ليلاً طبيعية عند الأطفال دون الخامسة من العمر، وبعد هذه السن يفترض الأطباء وجود حالة مرضية مسببة لهذا العرض. وأشار إلى أنه إذا لم تتحسن حالة الطفل عندها يبدأ الطبيب في إجراء فحوص سريرية وتحاليل وصور أشعة للجهاز البولي عند الذكور أو التناسلي عند الإناث، وقد ثبت أن أمراض الجهاز البولي أو التناسلي مثل الالتهابات أو وجود الحصوات في المثانة أو التهابات البروستات ومجرى البول تتسبب أحياناً في مرض سلس البول وعلاج السبب يشفي دائماً هذا العرض. ونوه د. أبو ديّة إلى أن هنالك عديداً من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالتبول اللا إرادي منها نقص إفراز هرمون الفازوبريسين (vasopressin)، مشيراً إلى أن وظيفة هذا الهرمون تتمثل في العمل على تقليل كمية البول التي يتم إنتاجها ليلاً. لذا فإن نقص هذا الهرمون يسبب زيادة إنتاج البول ليلاً بمعدل يفوق الحجم التخزيني للمثانة ما ينتج عنه في النهاية حدوث التبول اللا إرادي. وعن الوسائل العلاجية للتبول اللا إرادي، قال الدكتور أبو ديّة إن العلاج السلوكي يعد أحد أهم العوامل للقضاء على تلك المشكلة المرضية، ويرتكز على دعم الطفل نفسياً وعدم توبيخه بالإضافة إلى استخدام التعزيز والتحفيز الإيجابي له، بينما يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي إلى جانب المعالجة السلوكية للحصول على نتائج أفضل، إذ إن هناك خيارات دوائية تحاكي وظيفة هرمون الفازوبريسين، وقد تُعطَى تلك الأدوية مع مثبطات الأسيتيل كولين ((Anti-cholinergic في حال وجود أعراض مرضية خلال النهار مثل فرط نشاط المثانة (Over Active Bladder). وأكد د. جهاد على ضرورة استشارة الطبيب إذا أتم الطفل الخامسة من العمر وهو مازال يعاني من التبول الليلي اللا إرادي، أو عند وجود أعراض عدم تحكم بالبول خلال النهار أو وجود التهابات بولية، إضافة إلى معاودة المشكلة للظهور من جديد بعد اختفائها فترة من الزمن. وشدد على ضرورة تجنب الطفل شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين كالشاي والمشروبات الغازية، والامتناع عن شرب كثير من السوائل قبل النوم، إضافة إلى تعويد الطفل على التبول بشكل إرادي قبل النوم مباشرة، ويقول «ينبغي على الأسرة التحلي بالصبر إزاء هذه المشكلة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال اللجوء إلى أسلوب العقاب، أو توجيه التعليقات الكلامية الجارحة، لأن ذلك سيؤدي إلى تقليل ثقة الطفل بنفسه بشكل أكبر ويفاقم المشكلة».