حجبت الخسارة الكارثية لمنتخب الكويت بخماسية نظيفة أمام نظيره العماني أمس الأول كل ما عداها من نتائج تحققت في «خليجي 22» في الرياض. وانتهى الدور الأول في المقابل بتألق لافت لمنتخبي عمانوالإمارات اللذين انتظرا الجولة الأخيرة لترجمة تفوقهما الفني الذي ظهر في مباراتيهما الأوليين. وقد سبق عمانوالإمارات إلى نصف النهائي، «الأخضر» السعودي و«العنابي» القطري. وفي دور ال 4 غدا الأحد، تلعب السعودية مع الإمارات، وعمان مع قطر. وودعت منتخبات الكويتوالعراقوالبحرين واليمن من الدور الأول. لكن النتيجة الثقيلة التي ألحقها المنتخب العماني ب«الأزرق» الكويتي صاحب الرقم القياسي ب 10 ألقاب والتخصص في دورات كأس الخليج بخماسية نظيفة خيمت على الجميع، وكانت محط استغرابهم، خصوصا أن منتخب الكويت كان يتصدر المجموعة الثانية برصيد 4 نقاط، وكان يكفيه التعادل أو حتى الخسارة وانتهاء مباراة الإماراتوالعراق بالتعادل ليضمن رسميا تأهله إلى دور ال 4. واللافت أن منتخب الكويت كان قد بدأ الدورة بفوز على العراق بهدف قاتل جعله من أبرز المرشحين للقب، ثم تأكدت العلاقة الوثيقة بينه وبين دورات كأس الخليج عندما حول تأخره أمام الإمارات في غضون 3 دقائق إلى تعادل بهدفين لمثلهما، لكن كل ذلك تبخر في المحطة الثالثة أمام منتخب عمان، الذي ترجم أفضليته الميدانية إلى أهداف عجز عنها أمام العراق في الجولة الثانية. البطل يستعيد رونقه وبعيدا عن الخسارة المؤلمة للكويت، استعاد منتخب الإمارات بطل «خليجي 21» رونقه بعد أن سار بخط تصاعدي إلى أن وصل إلى مستواه السابق أمام العراق، بتميز واضح من «الموهوب» عمر عبد الرحمن والهداف علي مبخوت متصدر ترتيب الهدافين برصيد 4 أهداف. فقبل نحو عامين، قدم المدرب مهدي علي لاعبيه الشباب الذين حقق معهم إنجازات آسيوية وعالمية وأولمبية، ونجح في قيادتهم إلى اللقب الخليجي بعروض فنية رفيعة نالت الإعجاب. وانتظر «الأبيض» المباراة الثالثة لاستعادة المستوى الذي كان عليه، خصوصا أن الثقة كانت مهزوزة بعض الشيء جراء العقم التهديفي، الذي ظهر في المباريات الودية قبيل البطولة. وأوضح مهدي علي «جازفنا في الهجوم وطبق اللاعبون ما طلب منهم تماما وتوجوا جهودهم بالتأهل». ورفض ترشيح أي منتخب للقب بقوله «المنتخبات ال 4 التي تأهلت إلى نصف النهائي مرشحة للقب». لكن التألق الإماراتي جاء على حساب منتخب أسود الرافدين الوصيف، الذي فشل في المقابل في تكرار سيناريو «خليجي 21»، عندما قارع نظيره الإماراتي قبل أن يخسر أمامه بصعوبة، بهدف مقابل هدفين بعد التمديد في المباراة النهائية. الأسود بلا انسجام افتقد المنتخب العراقي الحماس والانسجام والترابط بين خطوطه، وتأثر بشكل كبير بغياب هدافه يونس محمود بسبب الإصابة، كما أنه بقي أسير الخسارة «القاتلة» أمام الكويت بهدف لفهد العنزي في الوقت الضائع. وتجنب مدرب العراق حكيم شاكر مواجهة الإعلاميين أكثر من مرة في الدورة، وكان مساعده عبد الكريم سلمان ينوب عنه في المؤتمرات الصحافية. وقال سلمان معترفا بتأثير غياب يونس محمود على الفريق «يونس محمود لاعب كبير واسم كبير في كرة القدم العراقية والخليجية، لكنه تعرض لإصابة أبعدته عن الدورة». وتابع «جربنا أكثر من لاعب لكن لم نجد من يعوض غيابه أو اي لاعب يكون مؤثرا في الهجوم، ويجب علينا أن نبحث لإيجاد البديل لأن كرة القدم العراقية ولادة». وعما إذا كان يونس محمود سيعود إلى التشكيلة خصوصا أن المنتخب سيشارك بعد أقل من شهرين في كأس آسيا، قال سلمان «سيعود يونس إلى التشكيلة إذا كان جاهزا، فهو قائد المنتخب وابتعد عن الدورة الخليجية اضطراريا فقط». وأوضح «لعبنا في مجموعة قوية متقاربة المستوى بين فرقها، لكن المباراة الأولى التي خسرناها أمام الكويت، هي التي سببت كل ما حصل معنا في المباراتين الأخيرتين، وحاولنا تجاوز الضغط النفسي للخسارة لاحقا ولم ننجح، وكان فريقنا محبطا أمام عمانوالإمارات». اختبار صعب للأخضر منتخب السعودية صاحب الأرض قد يستعيد مؤازرة الآلاف من جماهيره في نصف النهائي أمام الإمارات، ولكنه سيكون أمام اختبار من نوع مختلف أمام حامل اللقب. تدرج مستوى منتخب السعودية بدوره لكنه لم يصل إلى مرحلة الإقناع حتى الآن، وتخلص من عبء الغياب الجماهيري، وبات عليه أن يقدم أفضل ما لديه لإحراز لقبه الخليجي الرابع. لكن المدرب الإسباني خوان لوبيز كارو لم يتخلص حتى الآن من ضغوط الإقالة التي يتحدث عنها الإعلام السعودي كل يوم برغم تأكيد اتحاد كرة القدم الثقة به. حتى أن لوبيز كارو نفسه قال بعد التأهل «إن اقالة المدرب لن تحل المشكلة». وتبدو الأمور ليست في أفضل حالاتها من الناحية الفنية للمنتخب القطري، فبعد عرض جيد ل «العنابي» في مباراة الافتتاح أمام السعودية التي انتهت بهدف لمثله وكان فيها أقرب إلى الفوز، تراجع المستوى وفشل المنتخب في هز الشباك في المباراتين الأخيرتين أمام اليمن والبحرين اللتين انتهتا بتعادل سلبي. تأهل المنتخب القطري ب 3 تعادلات وسجل هدفا واحدا فقط، وهو أمر بدا أن مدربه الجزائري جمال بلماضي يدركه حين قال «من تابع مبارياتنا ال 3 في الدورة يرى أننا حصلنا على فرص كثيرة لكن مشكلتنا أننا لم نسجل، ولو نجحنا في التسجيل لكان وضع الفريق مختلفا». وتابع «آمل أن ننجح في التسجيل في نصف النهائي لأنني ما زلت أثق بفريقي، وأتمنى أن نقدم الأفضل في المباراة المقبلة وأن نصل إلى النهائي». وداع بحريني ويمني منتخب البحرين واجه فشلا كبيرا في هذه الدورة التي لا يزال يبحث عن لقبه الأول فيها، فأقيل مدربه العراقي عدنان حمد بعد المباراتين الأوليين، وعين المحلي مرجان عيد بدلا منه في الثالثة، وسيستمر معه في نهائيات كأس آسيا مطلع العام المقبل في أستراليا. منتخب اليمن بقيادة المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب قدم صورة جيدة حيث تعد مشاركته في «خليجي 22» الأفضل له منذ انضمامه إلى الدورة عام 2003 في الكويت، فحقق نقطتين من تعادلين سلبيين مع البحرينوقطر، وخسر بصعوبة أمام السعودية بهدف للا شيء، وحظي بمؤازرة جماهيرية كبيرة أعطت نكهة جميلة للبطولة.